مدينة الملك عبدالله الاقتصادية

مدينة الملك عبدالله الاقتصادية

في زيارة خاطفة لأول مرة لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية كنا حريصين على أن نتجول في أحيائها قبل مغيب الشمس. وعند وصولنا استقبلتنا البوابة الكبيرة التي تحمل صورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله -، وكان ازدحام السيارات يشغل مسافة كبيرة من الطريق في عدد من المسارات. وبعد وصولنا إلى حراس الأمن فوجئنا بأن بعض قائدي السيارات يبرزون جوالاتهم فيؤذن لهم بالدخول، والبعض الآخر - ونحن منهم - يطالبونهم بالخروج من المسار إلى موقع بجانب البوابة لتسجيل زيارة المدينة عبر موقعها الإلكتروني. وقد تجمع أصحاب السيارات حول بعضهم يسألون عن الطريقة التي يصلون بها إلى موقع المدينة عبر النت، وكان بعضهم لا يوجد لديه اشتراك في الخدمة، والبعض الآخر من كبار السن الذين لا يعرفون طريقة التسجيل، خاصة أن من ضمن البيانات المطلوبة تصوير استمارة السيارة ورخصة القيادة. ولقد رأيت الكثيرين يعودون أدراجهم وسط عتاب شديد على المسؤولين عن المدينة، ويرون أنه كان من المفترض أن يكون هناك من يرشد الزوار إلى طريقة التسجيل، أو عمل لوحات إعلانية توضح طريقة التسجيل؛ فقد تطوع بعض الزوار بالقيام بهذه المهمة؛ إذ قاموا بدور المرشدين لشرح طريقة تسجيل الزيارة للآخرين. وقد ذكر لي أحد الأشخاص أنه في بعض الأيام يفاجَأ الزوار بقفل باب الزيارة نظرًا لاكتظاظ المدينة بالزوار؛ فيعود المواطنون وقد تكبدوا عناء السفر، خاصة أن بعضهم أتي من أماكن بعيدة.

لقد أدهشني ما شاهدته في تلك المدينة العصرية من حسن تنظيم، وشوارع فسيحة، ونظافة عالية، حتى أن الزائر لا يصدق أنه في مدينة سعودية. حتى الهدوء يخيم على الناس؛ فجميعهم ملتزمون بالنظام واحترام مشاعر بعضهم، بالرغم من الزحام الكبير، وكثافة الزوار في مواقع التنزه على الكورنيش. المشكلة التي كانت تواجه البعض كانت في عدم وجود مواقف تستوعب سيارات الزائرين. لقد كانت الزيارة ممتعة لولا أن ذلك اليوم كان يومًا عاصفًا؛ فقد هبت رياح شديدة، بلغت سرعتها 35 عقدة؛ فاضطر الزوار إلى مغادرة المدينة. لقد أفسدت تلك العواصف الشديدة متعة التنزه، خاصة أنها كانت شديدة البرودة على الأطفال وكبار السن.

لقد لاحظت أن مدينة الملك عبد الله تتفوق كثيرًا عن المدن الصناعية في الجبيل وينبع شكلاً ومضمونًا، وتمنيت أن نرى ما نفذته الدولة فيها يطبَّق في جميع مدننا التي طغت عليها العشوائية في كل شيء.. فقد كنا نحلم بوجود مثل هذه المدينة العصرية عندنا، وأصبح الحلم حقيقة وواقعًا ملموسًا.. ويمكن أن يكون لدينا أكثر من مدينة اقتصادية أو سياحية، تحمل الخصائص والمواصفات نفسها؛ لنباهي بها مدنًا شاهدناها خارج الحدود. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org