السم القاتل..!!

السم القاتل..!!

مع ارتفاع سعر السجائر سيصبح معدل الإنفاق عليها ما يوازي ألف ريال شهريًّا حسب التسعيرات الجديدة؛ وهو ما يكفي لقسط شهري لشراء سيارة عائلية من الحجم الصغير، وهو أمر بالغ الصعوبة بالنسبة للكثير من المدخنين أن يوفروا مثل هذا المبلغ على حساب احتياجات مهمة في الحياة، قد يحرمون منها أسرهم وأنفسهم في حال استمرارهم في التدخين بشراهة ونهم، ونفثه في الهواء تحسرًا على المدى البعيد..!!

إن الحل بنظري ليس في رفع سعر الدخان؛ فمثل هذا الأمر قد لا يغيِّر من الأمر في شيء، والسلوكيات تجاهه؛ إذ إن الإنسان بطبعه يتوق للأشياء الغالية، ويدفع فيها دم قلبه، وهو سلوك محير، أقرب للفطرة والنزع الوجداني والفكري في كثير من الأحيان لدى البعض؛ وبالتالي فإن تخفيض السعر إلى ريال لـ"البكت" سيجعل كثيرًا منهم يعيد حساباته في عملية الشراء؛ بدليل أن الأنواع الرخيصة لا تلقى لدى "المزازين" قابلية بعكس الأنواع الفاخرة التي تُباع من هذا السم الزعاف..!!

هناك حلول بديلة لقطع عادة التدخين بفتح عيادات، ليس للعلاج وحسب، وإنما لإيقاف المدخنين فيها فترة بين خمسة أيام إلى أسبوعين. فقط يُقطع عنهم الدخان بشكل نهائي، ويمنع دخوله بأي طريقة كانت؛ حتى يتعود الجسم وأعصاب المخ على التخلص من الحاجة إليه تدريجيًّا. وأول ثلاثة أيام سيكون المدخن فيها في حالة من عدم الصبر والعصبية، لكنه بعد مرور الأسبوع الأول سيكون أكثر هدوءًا وارتياحًا، ويبدأ في نسيانه طالما امتلك الإرادة والرغبة الحقيقية في تركه..!!

إنَّ رفع الأسعار ومنع بيع الدخان من المحال والبقالات والمراكز التجارية وأكشاك بيع التبغ ليست بالضرورة تسهم في تخلي المدمنين عنه، ودفع متعاطيه لتركه؛ خاصة أن بعضهم اعتاد عليه سنوات طوالاً كمتنفس، وكنوع من الهروب من ضغوطه في الحياة ظنًّا منه أن التدخين مجرد تسلية ووسيلة مساعدة..!!

فقط المدخنون يحتاجون لجهات ومؤسسات خيرية، أو حتى ربحية، تقوم بإنشاء وسائل حديثة وجديدة، مثل بناء عيادات مجهزة بوسائل الترفيه والراحة كافة، وإيقافهم فيها لفترات قصيرة، لا تتعدى الشهر الواحد، وعلى أسرهم أن تبادر بإدخالهم إياها بدلاً من دفع ما مجموعه ألف شهريًّا لشراء الدخان القاتل، فضلاً عن كميات السموم المسببة لأمراض الرئة وتصلب الشرايين بسبب النيكوتين..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org