لم يكن اللقاء المتأخر لوزيرَيْ المالية والخدمة المدنية، ونائب وزير الاقتصاد، على قدر التسويق له إعلاميًّا، والترويج لمحتواه بالتسريب، بعد أيام من التحليلات والتعليقات، التي حمَّلت المواطن وحيدًا السبب والخلل.
كان اللقاء غامضًا ماليًّا مع الدكتور إبراهيم العساف، ورقميًّا مع المهندس محمد التويجري، وصداميًّا في حديث خالد العرج، الذي قاطع وهاجم وانتقد موظفي الحكومة بلا استثناء بقوله "إنتاجية الموظف الحكومي لا تزيد على ساعة يوميًّا." وهنا سأتحدث عنه وعما قال.
تضم قواعد الخدمة المدنية كل موظف مدني، سواء معلمًا أو طبيبًا أو مهندسًا أو ناسخًا في إدارة حكومية.
مشكلتنا الكبرى مع وزراء لا يُحسنون صنعًا، ولا يتعاملون إعلاميًّا بما يمنح توجهاتهم قبولاً شعبيًّا.
كان الوزير العرج متصديًا للموظف الحكومي، محاربًا جهوده، متصيدًا عثراته.. كان الوزير في حديثه أنموذجًا لبطانة تُلقي باللوم على المواطن، وتتغاضى عن كشف حقيقة انعكاس بعض القرارات شعبيًّا، وهذا أمر واجب الدراسة والتدقيق.
الحقيقة، نحتاج إلى شاب يشعر بكفاح معلِّم ومعلمة، يبدآن عملهما قبل بواكير الفجر في رحلة بين أرجاء وطني؛ لينشرا العلم.. ويلمس حماس ممرضة تغيب عن منزلها كل ليلة؛ لتتابع حالة مريض.. ويعيش سهر مهندس، يتابع سير خطة لإيصال الكهرباء وماء لأهل السعودية.. وفوق هؤلاء كلهم جندي غامر بنفسه؛ لينام معاليه قرير العين.