وزارة التعليم.. مع المطر خارج التغطية!

وزارة التعليم.. مع المطر خارج التغطية!

لا شيء يعكر صفو الأيام الماطرة مثلما يعكرها تنظيم العمل في وزارة التعليم؛ فما بين تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد، ورسائل الدفاع المدني، يغيب مسؤولو التعليم عن حيوية التفاعل والتعامل الجيد مع ذلك بتعليق الدراسة ومنع أي ارتباك لأولياء الأمور.

يعتقد بعضهم أن النقل للمدارس سهل، وسريع، وقادر على التكيف حسب المزاج الطارئ لمن يمتلك القرار حتى يتفضل بتوجيهه الكريم "غدًا لا تعليق"، وبعد ساعتين من بدء اليوم الدراسي وسط أجواء ضبابية، وصوت رعد، ووميض برق، وسقوط الأمطار، يخرج صاحب القرار برسالة "علقوا الدراسة"!

لتبدأ رسائل المدارس المغلوب منسوبوها على أمرهم "نظرًا للأحوال الجوية سيكون خروج جميع الطلاب لهذا اليوم عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر. الرجاء الحضور في الوقت المحدد". وأخرى مرتبكة "نأمل الحضور لأخذ أبنائكم للأمطار. وشكرًا". وثالثة مستعجلة "نظرًا للأحوال الجوية لهذا اليوم نأمل منكم الحضور للمدرسة لأخذ أبنائكم". بينما اختار منسوبو مدرسة رسالة تهديد وتخلٍّ عن مسؤوليتهم التربوية ليرهبوا الآباء برسالة "الانصراف هذا اليوم الساعة الـ11:05. نأمل سرعة الحضور وعدم التأخر خوفًا على ابنكم من تقلبات الجو. ونحمّلكم مسؤولية ما يترتب على ذلك". وتُرسل قبل ربع ساعة من تحديد الموعد الأخير لتكرمهم بحفظ أرواح الطلاب!!

هذه النماذج لا تحمي كل صاحب قرار في وزارة التعليم وإداراتها من تحمُّل المسؤولية، وتحمُّل وزر أفعالهم، وإصرارهم على الصمت، وعدم توضيح الأوضاع؛ فواقع الأجواء يجعل برقابهم قلوب آباء يفزعون، وقلق أمهات ينتظرن.

لا أعلم مَنْ يتحكم في تحريك العملية التعليمية في الأيام الماطرة، لكني أثق بأنه متحيز لرأيه، وغير مطلع على تقارير وتحذيرات الجهات الرسمية.. ولم تزل ذكريات سيول الخميس قبل الماضي رطبة في أذهاننا، حين قررت بعض إدارات التعليم تعليق الدراسة قبل بدء الطابور الصباحي بنصف ساعة!!

جدير بمن يتولى هذا الأمر أن ينحاز للعقل، ويحكّم قراره للتحذيرات؛ فاتساع الرقعة الجغرافية لوطننا ليس هو قبل عشر سنوات، والزيادة السنوية لعدد المدارس والطلاب تحمِّلهم وفريقهم مسؤولية إنسانية، ووطنية، وتربوية.

لم أجد لمديري التعليم عذرًا مع هذا التطور التقني في أن لا يتمكنوا من اتخاذ قرار تعليق الدراسة في مدن أصبحت تغرق في "شبر ماء"، وتتعطل الحياة فيها مع رشات المطر؛ كيلا يتحول اسمها من وزارة التعليم لـ"التعتيم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org