نيزك سكاكا وناقة بأربعة ملايين!!

نيزك سكاكا وناقة بأربعة ملايين!!

أصبح الإعلام السمة المميزة للعصر الحديث، وأضحى تأثيره في حياتنا طاغياً لا يستطيع معه أي فرد في أي ركن من أركان الدنيا أن يتجنبه.

والإعلام الحديث، على وجه التحديد، ونقصد به وسائل التواصل الحديث: (الفيس، وتويتر وإنستجرام)، له دور بارز في تشكيل الرأي العام حول واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، وإقناعهم بصحتها؛ فهو مَن يصنع العقول ويحركها، ويغير اتجاهات الأفراد ويوجههم إلى حيث يشاء.

وأحد أبرز سلبيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يكمن في نشر الشائعات؛ لكثرة المستخدمين لهذه المواقع، مع سرعة انتقال المعلومات الصحيحة وغير الصحيحة من خلالها؛ كل هذا مع عدم وجود الرقابة الفعالة، وصعوبة الوصول إلى مطلق الشائعات.

ولا شك عندي أن هذه الشائعات تُهدد الأمن القومي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، كما تهدد حياة الأفراد، وإذا عرفنا أن هناك أكثر من 40 ألف حساب وهمي بالسعودية؛ بعضها لجهات إقليمية مناوئة؛ لأدركنا مدى خطورة هذه الشائعات على المجتمع.

وإنه لمن المؤسف جداً استغلالُ بعض منحرفي السلوك هذا التطور التقني والفضاء الواسع في ترويج الشائعات بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لا سيما تلك التي تتناول حياة الدعاة والعلماء وغيرهم من أبناء الوطن.

ولعل أقرب شائعة؛ ما أثير عن شراء الدكتور عائض القرني لناقة عبر أحد المزادات بقيمة أربعة ملايين ريال، عبر وسم "القرني يشتري ناقة بأربعة ملايين"!!

وقد نفى الشيخ "القرني" -عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر"- الشائعة، ودوّن معلقاً: "الذي نشر هاشتاغ أنني اشتريت ناقة بأربعة ملايين ريال كذاب أشِر مفترٍ، اللهم إنا نجعلك في نحره، ونعوذ بك من شره".

ومن قبله أوذي بعض العلماء والدعاة في أعراضهم وبيوتهم، مثل الشائعة التي انتشرت عن زواج أحد الدعاة بامرأة من جنسية أجنبية تصغره بعشرات السنين!! وثالث اتهموا أهله بيته بترك الإسلام!!

إن الشعور بالكراهية للآخرين -وخاصة من لهم نفوذ ومكانة في المجتمع- سبب في رواج مثل هذه الشائعات؛ فيعمل مروّج الشائعة على نشرها من باب الكراهية والبغضاء لذي النفوذ؛ حتى يسيء إلى سمعته بين الناس؛ وذلك لما يرى عليه من نِعَم الله من المكانة والمنزلة، وهذا يُعَد من باب الحسد على هذه النعمة؛ فيأخذ في ترويج الشائعات الكاذبة عنه حتى يسيء إلى سمعته، ويكون هذا أحياناً من باب الانتقام لنفسه بإلحاق الضرر بأخيه.

ومما يفاقم الأزمة أن هذه الشائعات لم تقف عند حد الأفراد والشخصيات؛ فقد أوذي منها المجتمع كله؛ فقد تردد -قبل فترة على مواقع التواصل الاجتماعي- أن طبيباً أمريكياً يشدد على وزارة الصحة بضرورة تحذير سكان السعودية من تناول التمر قبل غسله جيداً؛ لأنه يسبب انتقال مرض كورونا، وانتشر الخبر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما أصاب الناس بالذعر، وأدى انتشار هذا الخبر إلى وقوع خسائر كبيرة لبائعي التمور؛ ولكن سرعان ما نفت وزارة الصحة هذا الخبر في بيان رسمي لها!!

وظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وخبر يفيد بسقوط نيزك من السماء على مزرعة في دومة الجندل بسكاكا الجوف؛ مما أدى إلى حرق المزرعة بالكامل.

وذكر موقع هيئة مكافحة الإشاعات أن الخبر غير صحيح، وأن الفيديو المتداول هو لحرائق قديمة نشبت في محافظة دومة الجندل بالسعودية، وقد تمت السيطرة عليها وقتها.

إن الشائعة من أخطر الوسائل الدعائية التي انتشرت في الآونة الأخيرة؛ لما تتركه من آلام نفسية لبعض أفراد المجتمع، كما أن لها دوراً سلبياً بارزاً وكبيراً في إيصال المجتمع إلى ذروة الاهتزاز والاضطراب والإرباك الأمني؛ وهو ما يقتضي تفعيل وتجديد الآليات القانونية والأمنية لمواجهة هذا الخطر المستشرى في بلدنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org