نساؤنا تربين على أخلاق الإسلام

نساؤنا تربين على أخلاق الإسلام

لماذا لا نحسن الظن في نسائنا؟ ولماذا نتوقع منهن الأسوأ في كل عمل يقمن به؟ فقد رأينا الهجمة الشرسة على من عملن في الأسواق، بل إن البعض رأى أن هذه المواقع ستصبح مأوى للدعارة والفجور.. وها هي المرأة تشق طريقها دون أن نجد ما كان يتوقعه البعض من فساد ونشر للرذيلة، وأصبح بعضهن يبعن منتجاتهن المنزلية في الحدائق العامة وأماكن التنزه لابسات الحجاب الشرعي، وغير متبرجات بزينة.

لقد كان غالبية أفراد المجتمع ضد قيادة المرأة للسيارة لسببين، الأول: أن مجتمعنا يرفض خروج المرأة. وهذه عادات توارثناها أجيالاً بعد أجيال، لكن خروج المرأة أصبح حتميًّا بعد أن أصبحت تساهم في بناء المجتمع اقتصاديًّا وثقافيًّا ودينيًّا. أما السبب الثاني فهو: الفتاوى التي كنا نتلقاها من بعض علمائنا، حتى أن البعض ذهب إلى التحريم، وحجته سد الذرائع.

واليوم ونحن نستقبل الأمر السامي الكريم بتمكين المرأة من قيادة السيارة أجمع كبار العلماء على أن الأصل في قيادة المرأة السيارة هو الحل، واعتراض بعضهم فقط لسد الذرائع والخوف من المستقبل الذي يسمح للمرأة بحرية الخروج.. لكن هذا الأمر جاء بعد دراسة مستفيضة لسنوات، وقد تكفلت حكومتنا الرشيدة بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان باتخاذ الإجراءات التي تكفل للمرأة كرامتها وأمنها واستقرارها، وإيجاد الضوابط الشرعية للحفاظ على شخصية المرأة المسلمة في هذا البلد الإسلامي الكبير الذي هو قِبلة المسلمين.

وإننا على ثقة بأن نساء السعودية لن يغير قيادتهن السيارة ما نشأن عليه من أخلاق إسلامية وعادات اكتسبنها من المجتمع السعودي المحافظ، وسيكُنَّ قدوة لكل نساء العالم إن شاء الله تعالى.

وأخيرًا، فإننا أمام مرحلة تحتاج إلى حزم سلمان الذي تعودنا في إيجاد عقوبات رادعة لمن تسول له نفسه الاعتداء على المرأة التي تقود السيارة، أو مضايقتها من ضعاف النفوس من المعاكسين والمتحرشين، وعقوبات على النساء اللاتي يخللن بأنظمة المرور والأخلاق الإسلامية وعادات المجتمع وتقاليده.. وسيأتي اليوم الذي يتأكد فيه الجميع أن خوفنا على نسائنا من قيادة السيارة لم يكن صحيحًا، وأننا أخطأنا في نظرتنا للنصف الثاني من المجتمع. وكلي أمل بأن يكُنَّ عند حسن ظن القيادة فيهن، وأن يعكسن الصورة الحقيقية عن المرأة السعودية المسلمة الغيورة على مصلحتها وسمعتها وسمعة وطنها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org