مع الأسف.. نحن أكثر أمة تقرأ!

مع الأسف.. نحن أكثر أمة تقرأ!

على قارعة طريق الحياة.. توجد أبواب مغلقة؛ معنونة بالعلم، المعرفة، التطور، الرقي، وغير ذلك من العناوين الفكرية المختلفة.. تمر بها أمم مختلفة؛ منهم من يبحث عن مفتاح لتلك الأبواب، ومنهم من تبوّأ موضع المتجاهلين!

المفتاح المشترك الوحيد الذي بإمكانه أن يفتح كل مغاليق تلك الأبواب الموصدة بجدارة هو مفتاح القراءة؛ التي اتخذت مكانة كريمة ومنزلة رفيعة في الإسلام، فكانت أول آية تتلى على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- {اقرأ باسم ربك الذي خلق} كأكبر دلالة منه سبحانه وتعالى على أهمية القراءة عمقاً، وعلماً، ومعرفةً على مرّ الأزمان والعصور.

أن تكون مبدعاً يعني أن تحتاج إلى سقيا دائمة لأرض عقلك، وغذاء متكامل لميدان روحك من خلال القراءة والتشجيع عليها؛ لكونها أهم وسيلة من وسائل التعلم الإنساني التي توقظ ملكة الفكر والمعرفة والإبداع.

وحتى تكون أديباً ينبغي أن تحاكي أساليب الأدباء وتسير على نهجهم، وتحتضن لغة حروفهم؛ حتى تصبح راشداً، قادراً على اتخاذ أسلوب مستقل بك، وذلك كله يتحقق من خلال ممارسة القراءة الواسعة، والتي من شأنها إثراء العقول الفقيرة وتنمية المهارات الأدبية الضعيفة.

والأمة القائدة هي الأمة القارئة؛ لكونها تتخذ القراءة أحد الأسس المهمة في بناء الأمم وتقدم الشعوب، وعلى الرغم من أننا أكثر الشعوب قراءةً واطلاعاً في أي مكان وزمان، وبمختلف الطبقات والأفراد والمؤهلات، ونهتم بشدة بمواكبة التطورات والأحداث اليومية ليس من خلال قراءة الكتب، وإنما بإدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.. والتي مع الأسف قادتنا لإهمال الكثير من اعتبارات الآخرين عند لقائهم.. كيف لا وهذه الوسائل مع الأسف أخذت الجزء الأكبر في كل مناحي حياتنا، وألغت قيمة الكتاب لدى الكثير ممن أصبحت نفوسهم ضيقة لا تحتمل الزمن المنقضي في قراءة صفحة من كتاب!

وبدلاً من اقتناء الكتب للقراءة، أصبحت تُقتنى للزينة كتحفة توضع على الرف زمناً دون حراك! كما لم ينضب منهل القراءة في سقيا عقولنا فقط، بل أصبحت معظم المكتبات وزواياها المخصصة للقراءة كصحراء قاحلة غير مأهولة بالقراء! وتجاهلنا أن القراءة تُعتبر مركباً نستطيع من خلاله عبور الأزمان والأوطان.

لذا حريّ بِنَا دوماً أن نحتضن كتاباً جديداً بجانب السرير، نقرؤه إن أردنا الرحيل إلى زمن آخر ومكان جديد!

لأمة اقرأ التي لا تقرأ:

قارئ الحرف هو المتعلم، وقارئ الكتب هو المثقف!

فكيف إذا اجتمعت؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org