مدير جامعة الإمام: خادم الحرمين  "رائد العمل التطوعي"

أكد أن الملك سلمان مدرسة في العلم والسياسة والحكم والإرادة
مدير جامعة الإمام: خادم الحرمين  "رائد العمل التطوعي"

أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء أ.د. سليمان بن عبدالله أبالخيل أن خادم الحرمين الشريفين رائد العمل التطوعي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتطوع.

وقال "أبا الخيل": يوم التطوع العالمي أو اليوم الدولي للمتطوعين هو احتفالية عالمية سنوية تحدث في 5 ديسمبر من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985 ويحتفى بهذا اليوم في غالبية بلدان العالم، ويعتبر الهدف المعلن من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع".

وأضاف: "مما لا شك فيه فإن العمل التطوعي له أصل شرعي في الشريعة الإسلامية من خلال نصوص الكتاب والسنة ، والله تعالى يقول (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان) ويقول تعالى الله تعالى (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)".

وأردف: "التطوع عبادة ورسالة وهو عبادة من جهة أنه من أعظم القربات وأجل الطاعات, هو البر, وهو الإحسان, وهو المعروف, وهو النافلة, فكل ما سوى الفرائض من الطاعات فهو تطوع, والمتطوع هو من يقوم بأعمال البر والإحسان المتعدي نفعها ابتغاء مرضاة الله وطلباً للثواب من الله، وهو رسالة سامية من جهة تحقيق التكافل الاجتماعي ، ونشر التواد والتراحم والتعاطف والتعاون في المجتمع".

وتابع: "دين الإسلام دين عظيم في كل تشريعاته, دين كامل, دين شامل, سبق التشريعات البشرية لكل خير, وامتاز عنها بانتظامه وبعده عن التعارض والتناقض".

وقال "أبا الخيل": "التشريع الإسلامي للتطوع قد سبق جميع ما يعرفه البشر في هذا الباب, وفتح أبوابه, ونوَّع مجالاته, وضبطه بالضوابط العامة والخاصة, وواجب على أهل الإسلام أن يعملوا بذلك ويطبقوه على أنفسهم ابتداءً, ثم نشر ذلك وبثه في البشرية جمعاء ليعم النفع وينتشر الخير والتواد والتراحم والتعاطف في المجتمع الدولي".

وأضاف: "المملكة العربية السعودية, وهي بلد الإسلام الأول وموطن الرسالة, وأرض الوحيين, وبلاد الحرمين الشريفين, هي البلد المانح الأول على مستوى العالم ، وأعمالها التطوعية الإغاثية والشرعية والتنموية قد شملت المعمورة قاطبة, وحقٌّ على كل مسلم أن يعرف فضل هذه البلاد, وأن يشكر ولاة أمرها ويدعو لهم بالتوفيق والإعانة والتسديد في القول والعمل".

وأردف: "من يقرأ تاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  ويشرف بلقائه ويستمع إلى درره وتوجيهاته وينظر إلى إسهاماته ومشاركاته ، ليقف على مدرسة في العلم والسياسة والحكم والإرادة ، وأعمال الخير والعطاء والبذل في أوجه البر والإحسان".

وتابع: "إسهامات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية والتطوعية ذات دلالة عظيمة على محبته للخير والمساهمة والبذل والعطاء والبر والإحسان ، لا سيما في أوقات الأزمات والكوارث والنوازل . والتي كان تاج هذه الأعمال العظيمة المباركة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية".

وقال "أبا الخيل": "منذ عام 1375هـ وهو يحفظه الله تعالى يترأس عددا من اللجان والهيئات الرسمية والمحلية لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والمتضررين من النوازل والكوارث حتى توليه مقاليد الحكم، وإن المشاركات العظيمة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين  في العمل الإغاثي والتطوعي ، تعطي دلالة مشتركة وترسم منهجاً ثابتاً وهو أن العمل الخيري والجهد التطوعي سمة لأبناء هذا الوطن المبارك . فهم يستمدون ذلك من نصوص الوحيين ، ويرون أن ما أفاء الله به علينا من نعم تترى هي فضل من الله ، ومنح يبتلينا فيها بأداء ما أفترضه الله علينا ، وما شرعه قربة لنا".

وأضاف: "أما الدلالة الثانية فهي انضباط هذا العمل التطوعي ، وخضوع أعماله المتعددة للجهات الإشرافية والرقابية التي يقوم على رأس هرم المسؤولية فيها خادم الحرمين الشريفين ، تنظيماً للعمل ، وتسديداً لجوانب النقص فيه ، وتحقيقاً للمصالح التي يهدف إليها المتطوعون ، ومنعاً لكل مفسدة قد تنشأ عن تصرف مقصود أو غير مقصود".

وأردف: "من دلالته ثالثاً بيان النزعة الإسلامية الإنسانية في ولاة أمرنا ، فهم على رأس من يهتم بقضايا المسلمين ، ويشعر بمشاعرهم ويشاركهم الشعور بالجسد الواحد ، وخادم الحرمين الشريفين على رأس هؤلاء العظماء ، وقد شهد له القاصي والداني وحصد أعلى الأوسمة في مجال العمل الإغاثي الإنساني التطوعي قبل توليه مقاليد الحكم، وكان غرة هذه الأعمال وتاجها المبارك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية".

وتابع: "جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي الجهة التعليمية الشرعية الأولى على مستوى المملكة العربية السعودية, وهذا بلا شك يحملنا مسؤولية عظيمة".

وقال "أبا الخيل": "استشعاراً منا لهذه المسؤولية فقد بادرنا بإنشاء عمادة خاصة للعمل التطوعي, وهي العمادة الأولى في الوطن العربي, والتي تختص بالعمل التطوعي, تقدم الجامعة من خلالها, البحوث والدراسات والاستشارات, وكذلك تضع البرامج التدريبية, والفعاليات والأنشطة, المختصة بالأعمال التطوعية".

وأضاف: "كل ذلك يأتي مساهمةً منا وتفاعلاً مع رؤية المملكة 2030 والتي تطمح المملكة من خلالها إلى الوصول بأعداد المتطوعين إلى مليون متطوع ، وفق أنظمة ودراسات وبرامج تدريبية وتأهيلية عالية".

وأردف: "إننا بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين, لندعو جميع الجهات المعنية, ونمد أيدينا إليهم, وإلى جميع المهتمين, للنهوض بقطاع التطوع, ودعم المتطوعين ، ونشر ثقافة التطوع, وفق رؤية شرعية ، وتأصيل علمي ، يبرز للعالم أجمع تميز أهل الإسلام وسبقهم وانفرادهم بمنهج شامل متكامل يغطي حاجة الأفراد ومصلحة المجتمعات, ويربط العباد بخالقهم برباط وثيق عماده توحيد الله عز وجل وإخلاص العمل له سبحانه, واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما نأتي ونذر".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org