"مبعوث الدم" إلى حلب.. "جزار إيراني" بدرجة جنرال وهوايته قنص رؤوس الأبرياء

لم يُخلِ سبيل 800 رهينة إلا بقتل 14 مدنياً.. الاسم "جواد" والحرب العراقية بدايته
"مبعوث الدم" إلى حلب.. "جزار إيراني" بدرجة جنرال وهوايته قنص رؤوس الأبرياء

لـ 5 ساعات كاملة ظلت القافلة التي كانت في طريق الإجلاء عن شرقي حلب، محتجزة كرهينة بين يدي الجنرال الإيراني "سيد جواد"، للضغط على قوات المعارضة الثورية، والحصول على مكاسب جديدة خارج اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أيام.

فوفق تقرير لـ"هافينغتون بوست عربي" ، فإن إشارة متعالية من يد الجنرال الإيراني توقف الركب الذي يمضي نحو طريق الخروج حاملاً الأمل في نجاة نحو 800 مدني من موت محقق ، تكاد نبضات قلوبهم تتوقف مع توقف عجلات الحافلات التي تقلهم وما يحملون من بقايا الأهل والوجع.

ترتجف نظراتهم في حيرة بين باب الخروج من المدينة المنكوبة الذي باتوا على بعد خطوات منه ، وبين أصوات الرصاص وألسنة اللهب التي تتصاعد من خلفهم ، لا يدرون إلى أين سيكون المصير، فحياتهم وموتهم معلقان، بعد مشيئة الله، بكلمة تخرج من بين شفتي ذلك الواقف هناك حاملاً سلاحه وجهازه اللاسلكي ومرتدياً زياً عسكرياً مميزاً ، لا ينتمي لأرضهم بحال من الأحوال.

مرات عدة ، طالب فيها "جواد" ،عبر الروس، بفك الحصار عن الفوعة وكفريا، في محافظة إدلب السورية، إلا أن المعارضة السورية رفضت تلك المطالب، وأكدت أن سكان البلدتين يتلقون مساعدات كافية، ووضعهم لا يُقاس مع وضع سكان أحياء شرق حلب التي تحاصرها قوات النظام.

وتحاصر قوات المعارضة السورية بلدتي الفوعة وكفريا التي يقطنهما نحو 15 ألف شخص ينتمون إلى المذهب الشيعي، ويسيطر عليها عناصر من حزب الله اللبناني ومن الحرس الثوري الإيراني ، بينما تفرض قوات النظام حصاراً على 18 منطقة مؤيدة للمعارضة، التي تقول إنها لو قامت بفك حصارها عن الفوعة وكفريا فسيقوم النظام بارتكاب مجازر بحق سكان تلك المناطق.

وفي فاجعة إنسانية ، لم يُخلِ الجنرال الإيراني سبيل الرهائن الـ800 ؛ إلا بعد أن قتل 14 مدنياً وسلب ما بقي معهم من متاع قليل، والأنكى أنه أعادهم إلى داخل المناطق المنكوبة ولم يسمح لهم بالخروج ، فمن هو ذاك الجنرال الإيراني الذي يتحكم في مصير أبناء حلب الشرقية بالرصاص والنار؟

"سفاح الملالى" ، اسمه الأصلي العميد "أحمد مدني"، بحسب "لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب"، التابعة لـ"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، ويلقب بـ "سيد جواد"، ويتولى مهام قيادة الجبهة الشمالية لقوات "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، ويقود الميليشيات الشيعية الأجنبية الموالية لنظام بشار الأسد في حلب.

تربط "جواد" علاقة وثيقة بقاسم سليماني قائد فيلق القدس والمسؤول عن الأنشطة العسكرية والاستخبارية في الحرس الثوري الإيراني ، وقد شوهد "جواد" برفقة "سليماني" يتفقدان مقتل 14 مدنياً خلال احتجاز الرهائن الـ800، بحسب وسائل إعلام متعددة الجمعة 16 ديسمبر 2016.

ومنذ 3 سنوات يتواجد أكثر من 7 آلاف عنصر من "حزب الله" اللبناني، وحركة "النجباء" العراقية، وكتيبة "الفاطميون" الأفغانية، وكتيبة "الزينبيون" الباكستانية، يمارسون عنفاً شديداً ضد السكان في حلب، تحت قيادة "جواد" ؛ حيث لا تميز هذه التنظيمات، خلال هجماتها التي تستخدم فيها أسلحة ثقيلة، بين المدنيين وقوات المعارضة السورية، بحسب وكالة الأناضول التركية.

ولـ"جواد" دور كبير في الهجمات الأخيرة على حلب، والتي ارتقت إلى مستوى جرائم الحرب، عند الرأي العام العالمي ، وعلى الرغم من إعلان روسيا الجمعة الماضية، وقف الهجمات التي يشنها النظام السوري على شرقي حلب، بشكل مؤقت، من أجل السماح للمدنيين بالخروج من المناطق المحاصرة، إلا أن التنظيمات الشيعية الأجنبية الموالية للنظام، والتي تتلقى أوامرها من "جواد" تعرقل عملية إجلائهم.

كما تعمّدت عناصر هذه المجموعات إطلاق النار على إحدى القوافل خلال عملية الإجلاء، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، فضلاً عن إطلاق صواريخ على حي "الراشدين" غربي حلب، الذي يقع على الطريق التي تسلكها قوافل الخارجين من شرقي المدينة ؛ حيث تهدف أعمال "جواد" الأخيرة إلى تقويض المبادرة "التركية-الروسية" لإجلاء مديني حلب من تحت الحصار.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، وبوساطة تركية، تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، في حلب ؛ حيث يقضي الاتفاق بإجلاء جميع المحاصرين في المدينة، إلا أن النظام خرق الهدنة باستهدافه الأحياء المحاصرة، ليعاود استئناف وقف إطلاق النار منذ منتصف ليلة الأربعاء الماضي ، فيما دخل الاتفاق حيز التنفيذ الخميس 15 ديسمبر 2016، وبموجبه تم إجلاء عدد من المصابين والجرحى ، بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وروسيا، على أحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.

ولم يتسن لـ"سبق" الحصول على صورة مؤكدة لـ"سيد جواد" حتى نشر هذا التقرير، ولكن وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تداولت صورة للجنرال "سليماني" خلال تفقده لمقتل الـ 14 مدنياً وبرفقته شخص آخر، وقيل إنه كان برفقة "جواد" الذي قاد عملية احتجاز الرهائن وقتل المدنيين، دون تأكيد أو نفي أنه هو من يظهر إلى جواره.

وكشفت "لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب"، التابعة لـ"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" المعارض، عن مقر قوات الحرس الثوري الذي يقع في ثكنة "البحوث" جنوب شرقي حلب ؛ حيث تقع فيه غرفة العمليات التي تصدر الأوامر لارتكاب المجازر ضد أهالي المدينة، ويقيم به الجنرال سيد جواد.

وأشارت إلى أنه بناء على مصادر موثوقة من داخل قوات الحرس الإيراني ، يعد هذا المقر الرئيسي لقيادة قوات الحرس ومنه يتم انتشار هذه العناصر في مدينة حلب ومحيطها ويقوده الجنرال سيد جواد غفاري، وهو عميد في الحرس الثوري وقائد للقوات الإيرانية في حلب.

ويقع المقر الرئيسي على بعد 30 كيلومتراً من جنوب شرق مدينة حلب، وعلى بعد 5 كيلومترات من مدينة السفيرة، في ثكنة تسمى "البحوث" والتي سماها النظام الإيراني ثكنة "السيدة رقية" وهي بالقرب من بحيرة جبول المالحة وكانت قبل ذلك أحد أهم مصانع إنتاج المواد الكيماوية والذخا‌ئر والصواريخ، أي أسلحة الدمار الشامل لنظام الأسد.

وكان الجنرال "غفاري" من قادة الحرس الثوري في الحرب "الإيرانية – العراقية" في الثمانينيات ، ويتولى منذ ثلاث سنوات القيادة العسكرية في حلب والجبهة الشمالية في سوريا ، وقد تم تعيينه ،مؤخراً، قائداً عاماً لقوات الحرس الثوري في سوريا، بحسب موقع العربية الإخباري.

وأفادت مصادر المقاومة الإيرانية بأن غفاري التقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، برفقة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيث قدم الأسد شكره لغفاري على ما يقوم به.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org