ما يحتاج تسافر معه!!

ما يحتاج تسافر معه!!

إذا أردت أن تحكم على أي شخص لتصحبه.. فلا تسافر معه.. فإن السفر لم يعد هو المعيار..

ولكن رافقه عن بُعد في مواقع التواصل الاجتماعي

انظر إلى همته.. وما يهمه؟

ما الذي يُسخّر وقت فراغه فيه؟

وما هي القضايا التي يناقش فيها.. والأخرى التي يجادل فيها؟

ما هي طموحاته؟

وما ألفاظه؟

ما هي رسالته المتواصلة؟

وعندما تجد الإجابات ستعلم هل هو مناسب لك صحبته.. نافعة لك رفقته.. أم إنه ليس ممن ترفعك مجالستهم وتزيدك شرفاً..

واحذر.. احذر.. احذر

ممن نصب نفسه لتصيد عثرات الناس والبحث في أخطائهم..

وانتبه من صحبة من إذا كره فعلاً من أحد حقد عليه..

وإذا غضب منه نسف ماضيه. وإذا اختلف معه صَنفه ووصفه بكل شنيع، وهاجم شخصه، واستحضر سيئ ماضيه.. وشَهّر به..

وممن تخصص في غيبة الآخرين وتشويه سمعتهم.. والتشفي منهم..

ولا تركن لمن يُلمّح بزعزعة الأمن.. وهدم أركانه..

وممن يرى أن القيم ليست مهمة..

والدين ليس ذا قيمة..

والمواطنة عنده للبيع لظروف المصلحة..

واعلم أنك إن جالست العقاريين استثمرت في العقار.. وإن رافقت مدمني "البلوت" تعلّمتها.. وإن جالست أهل الصلاح تأثرت بهم، وإن تساهلت في الاستماع لنقاشات المتشددين تقمّصت شخصياتهم.. وإن صادقت المرتشين تحولت أفعالهم بنظرك إلى حقوق ونسبة وهدايا.. فانتقِ صحبك وفكّر فيما تختار.

واحرص على من صحبته تزيدك علماً وثقافة وراحة نفسية.. وابتعد عن المتشائمين بالهلاك المنتظرين للنهاية الأليمة.. والناقمين على المجتمع.. واهرب ممن يُكثر الوعود ولا يعود.. وإن رأى سيئة ركّز عليها ونسف كل الجهود.. وكل من أحاديثه تكثر في التعصب القبلي والرياضي.. وممن يفتخر بإنجاز غيره ويتباهى.. ويعجز أن يصنع إنجازاً لنفسه..

وإن وجدت الصديق الصدوق النافع الإيجابي فلا تظن أنه خالٍ من العيوب والنقص.. واعلم أن حبك لأي أحد يجعلك تتجاهل سلبياته وتضخّم إيجابياته وتمدح زلاته.. وربما تنكشف لك إن غضبت عليه، فاجعل خُلقك الرفيع وصدقك وإنصافك وتوازنك يستذكر حسناته عند الغضب، ويعطي كل ذي حق حقه.. ويتنازل له عن كل ما يعكّر صفوه.. وجاملهُ إلا في أربع: الدين، والقيم، والنظام، والولاء للوطن.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org