نجح فريق جراحة الوجه والفكّين في مدينة الملك فهد الطبية، من إتمام عملية نادرة ومعقدة لزراعة مفصل فكّ تعويضي صناعي لمريض سعودي في العقد الثالث من العمر، مكّنته من إعادة فتح الفم والقدرة على الكلام والحركة وممارسة حياته، بعد فشل كل المحاولات الجراحية السابقة.
وكان المريض قد تعرّض لحادث أدّى إلى كسور في الفك والمفصل الصدغي، مما نتج عنه الْتحام الفك السفلي بقاع الجمجمة، حيث أجرى عدداً من العمليات في عدة مستشفيات غير متخصصة لفتح الفكّ وإزالة الالتصاقات، ولكن كانت تعود له؛ لما في الجراحة التقليدية من حاجة إلى عمل تمارين؛ لمنع عودة الالْتحام العظمي لمدة لا تقل عن ٦ أشهر.
وبعد استقباله في مدينة الملك فهد الطبية، وإجراء الفحوص الطبية وتحليل الأشعة تم تشكيل فريق طبي بقيادة استشاري جراحة الوجه والفكين بالمدينة الطبية الدكتور عبدالسلام الجباب، والدكتور محمد الكندي، والدكتور ديفيد روكيتا، والدكتور بلال المصري، وأطباء التدريب؛ الدكتور عبدالله العتيبي، والدكتور حسن أبو صالح، والدكتور سيد سراج، حيث قرر الفريق الطبي إزالة الالتصاقات العظمية وزراعة مفاصل فكية صناعية، في خطوة تؤكد تميز هذا النوع من الجراحات في الخدمات التخصصية التي تقدمها المدينة الطبية.
وأضاف: "ما يميز المفاصل الصناعية عدم الحاجة إلى تمارين فتح الفم ويستطيع المريض ممارسة حياته واستخدام الفكين بصورة طبيعية بشكل مباشر بعد العملية، إضافة إلى مناسبة هذه الجراحة للمرضى الذين يحدث لهم التصاقات الفكّ نتيجة للحوادث، وينصح بها للمرضى الذين لديهم روماتيزم في العظام وخشونة وتآكل المفاصل ولتعويض المفاصل الصدغية بعد استئصالها نتيجة للأورام".
وبيّن الدكتور عبدالسلام الجباب رئيس الفريق الطبي، أن هذا الإنجاز الطبي يوضح بشكل جلي توفر كوادر طبية سعودية في المملكة قادرة على إنجاز أكثر العمليات تعقيداً وبنجاح -بفضل الله- حيث كانت مثل هذه العمليات ترسل للخارج لعلاجها.
وأشار "الجباب" إلى أن فكرة المفاصل الصناعية تم تبنيها في جراحة الوجه والفكين بعد انتشارها في جراحة العظام، وأصبحت ضمن الخدمات العلاجية التي يقدمها قسم جراحة الوجه والفكين في مدينة الملك فهد الطبية.