على الطريق إلى القمة بمركب "سلمان"

على الطريق إلى القمة بمركب "سلمان"

تأتي القمة العربية الـ 28 هذه المرة في ظروف استثنائية صعبة للغاية، سواء على الشق السياسي العام للدول العربية أو على الشق الاقتصادي والأمني العام والخاص لكل دولة. ولو جاز لنا التعبير فإن المنطقة تعجّ اليوم ببحر من عدم الاستقرار والحروب والصراعات، غير أنه ولله الحمد فإن مركبنا وسفينتنا التي يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تمضي قدماً محروسة بتوفيق الله ورعايته، ومن ثم حكمة القيادة الرشيدة، ووعي شعبنا السعودي العربي بأننا نمتلك ما نتفق عليه أكثر بكثير جداً مما قد نختلف عليه. واليوم ونحن في ضيافة الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية لحضور فعاليات القمة العربية في البحر الميت، فإن الرسالة السعودية قوية واضحة مفادها أنه لا مستحيل في عالم صناعة الخير والنماء والاستقرار للشعوب.

منذ وصولنا للديار الأردنية باستقبال رائع للملك سلمان بن عبدالعزيز من قبل أخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين بتلك الحفاوة والاستقبال الشعبي والرسمي غير المسبوق فعلياً لخادم الحرمين الشريفين، إنما يدلّ على عمق العلاقة الخاصة المتميزة بين الشعبين والبلدين، وبنفس الوقت على ما يحظى به سيدي سلمان بن عبدالعزيز من محبة واحترام وتقدير في قلوب الشعب الأردني الشقيق، منذ أن وطئت أقدامنا أرض الأردن، وتلك النظرة في عيونهم تخاطب "سلمان" بالزعامة والقيادة، وبأنه روح العروبة النابضة، وحامل رسالة الإسلام السمحة الوسطية الحقيقية, هذه النظرة التي شهدناها في جولات سيدي خادم الحرمين الشريفين مؤخراً الخليجية والآسيوية تكللت بهذه الزيارة الخاصة لدعم الأشقاء في الأردن، وحضور لقاء قادة العرب.

بدأت الاجتماعات التحضيرية واللقاءات على هامش المؤتمر والتحضيرات, والملفات التي ستطرح في القمة وأروقتها عديدة جداً، لكنها في شقيها السياسي والأمني ستكون الفارضة نفسها مع الشق الاقتصادي, رغم أن وفد المملكة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين قد وصل مبكراً كزيارة رسمية للأردن الشقيق؛ تأكيداً منه -يحفظه الله- على اهتمامه بشأن الجار العربي الشقيق، واطلاعه السابق على أهمية الدور الأردني كشريك استراتيجي حقيقي للمملكة سياسياً وأمنياً، والسعي المستمر لبناء المنظومة الاقتصادية المشتركة بين البلدين بما يحقق مصالحهما المشتركة.

أعمال القمة ستبدأ قريباً، وننتظر جولة ساخنة من المباحثات حول عدد من القضايا؛ أولها الفلسطينية، وإعادة طرح المبادرة العربية وحل الدولتين، ومن ثم الملفات السورية، والعراقية، واليمنية, وإيقاف التمدد الإيراني الفارسي وضرورة وعي الأشقاء العرب بهذا الخطر الماحق بكل من يقترب منه ولا يتحصّن ويقف ضده, أيضاً الاتفاقيات والتعاون الأمني للقضاء على الإرهاب ومواجهة الحملات الشرسة على الدين الإسلامي، وما يتعرض له من تشويه ممنهج, والاتفاقيات الاقتصادية والتعاون المشترك بين الأشقاء العرب كل هذه الأمور ستكون مدار البحث والحوار.

شاء الله -عز وجل- لنا أن تكون القيادة السعودية محطّ الأنظار، والقمة في الأردن اليوم أيضاً إن جاز التعبير فهي كأنها في المملكة وفي الرياض, فحجم التوافق والاتفاق السعودي الأردني شعبياً وعلى مستوى قيادة البلدين يجعل من هذه القمة كأنها استضافة مشتركة, والكل من الأشقاء العرب يعلمون أنهم في حمى الأردن وفي محيط أبي فهد, أدام الله المحبة بين الأشقاء والإخوة في الدين والعروبة، وجعل هذه المحبة داءً ينتشر بين الجميع, داء بلا دواء, وسنكون معكم إن شاء الله قريباً جداً بعد انطلاق فعاليات مؤتمر القمة العربية، وتحليلنا لأهم مجرياتها، برفقة سيدي خادم الحرمين الشريفين، فنحن معه دائماً نسير نحو القمم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org