شاهد.. "الحي المغتصب" بالرياض يودع بقايا "الراحلين".. حزن وذكريات وصفيح

الأهالي لـ "سبق": نحترم قرار الإزالة لكن التعويض لا يكفي
شاهد.. "الحي المغتصب" بالرياض يودع بقايا "الراحلين".. حزن وذكريات وصفيح

تصوير: فايز الزيادي:"بقايا راحلين.. وقلوب تنادي الغائبين.. حزينة أرهقها الحنين"، هؤلاء قلة من المواطنين في "الحي المغتصب" بين قصور "المرسلات" يحملون أمتعتهم للسفر إلى المجهول، مغادرين الأطلال، سبقهم جيرانهم إلى أحياء متفرقة في العاصمة تجاوباً مع قرار أمانة منطقة الرياض بإخلاء الحي غير النظامي.
 
"سبق" تجاوبت مع أصوات الأهالي هناك بنقل حزنهم وذكرياتهم التي بدأت من "لبنات" الطين، ثم الصفيح، وأخيراً البيوت الشعبية ونقلها إلى المسؤولين في "الأمانة" وأصحاب القرار أن التعويض الذي سيناله أصحاب البيوت لا يكفي لشراء أرض أو بناء منزل صغير أو شراء شقة.
 
وتُقدر "سبق" جهود "أمانة الرياض" وحرصها على نظامية السكن، وجماليات الأحياء، ومساندة الجهات الأمنية في وضوح المواقع وعدم تحول المنازل الشعبية إلى أوكار للمخالفات، وترصد في هذا التقرير الميداني أعمال الإزالة هناك التي طالت 300 منزل يسكنها المواطنون والعمالة النظامية والمجهولة، كما تنقل مطالبات السعوديين الذين غادروا منازلهم وبدأت المعدات تنهش فيها.
 
يقول الشاب سعود الرشيدي:" ولدت وعشت حياتي كلها في "الحارة المغتصبة"، وقبل 3 سنوات أخبرونا بإخلاء الموقع، وطوال هذه المدة لم يتم تعويضنا حتى نبحث عن منازل خارج الحي، والآن والدي يبحث عن منزل من حسابه الخاص بعد أن تم إخراجنا بالقوة.
 
فيما ذكرت إحدى النساء أنها تبحث منذ شهرين عن بيت لأبنائها الخمسة بعد إشعارهم من قبل الأمانة بقرب الإزالة، وتبرع فاعل خير بإيجار مؤقت وتتساءل: لكن ماذا بعد...؟
 
وتروي "أم عيد" أنها تسكن منذ 40 سنة في الحي، وقامت أسرتها قبل تلك العقود في بناء منزلها الطيني على الأرض التي تعود ملكيتها للدولة، وكانت البيوت كلها صناديق وصفيح، ولم يتم منعهم حينها، والآن يحترمون القرار، لكنهم يطالبون بحقهم إما بمنازل أو تعويض ملائم يكفي لشراء بيت في الرياض، أو تسكينهم في مجمعات الإسكان التنموي.
 
وعلى أصوات "البوكلينات" وهي تلتهم الأسقف والجدران، وبين الأنقاض، ترسل "أم صالح" آهاتها وهي تطلق العنان مستذكرة الجيران والزمن الجميل قائلة: عشت هنا زهرة عمري، وتزوجت وأنجبت، وترعرع أولادي بين أزقة الحارة الشعبية، وظروفنا المادية صعبة للغاية، وكنا نتمنى طوال تلك السنين بناء منزل خارج الحي دون جدوى، وكان هذا الأسبوع عصيباً جداً علينا حيث جاءت أوامر الإخلاء والهدم متزامنة مع الاختبارات التي يستعد لها أبنائي وبناتي، واضطررنا لإخفاء عدّاد الكهرباء حتى لا يتم إطفاؤه، لكن أغلب جيراني غادروا ولا يمكن أن نبقى بين المنازل المهدمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org