سوق الجنادرية يكشف حقيقة القلاف "حلواني" قاهر البحر الأحمر

يعمل 12 ساعة والمقابل "حلوى وعلكة"
سوق الجنادرية يكشف حقيقة القلاف "حلواني" قاهر البحر الأحمر

تصوير: ظافر الشهري: تملك المملكة العربية السعودية شواطئ طويلة على البحر الأحمر والخليج، ويهتم سكان السواحل ويرتبطون بصناعة السفن والقوارب، ويمتهنون المهن المرتبطة بالبحر؛ مثل الصيد وصناعة السفن، وارتبطت صناعة السفن والقوارب بالعديد من العائلات القاطنة على الساحل، وخاصة تبوك في شمال المملكة، ويذكر التاريخ أن الشخص المرتبط بصناعة السفن كان يسمى "القلاف"، والصناعة تسمى "القلافة".

ووجد القلاف الستيني عبدالعزيز حلواني من تبوك فرصته في عرض مهارته الفذة في صناعة السفن وقصّ القصص في مهرجان الجنادرية 31، ليقف الزوار أمامه، وهو يرسم لوحة على الخشب، ويصنع القوارب الجميلة أمام أعين الزوار.. التقته "سبق" ورحّب باللقاء، وقال إن صناعة السفن قديمة للغاية، وكانت أغصان الأشجار وجذوعها هي أساس كل قارب بدائي ليعبر الإنسان البحر، ثم استخدم الألواح، ثم اكتشف التجويف، إلى أن وصلنا إلى السفينة.

يتذكر "العم حلواني" بدايته مع البحر والسفن، ويقول: عملت مع والدي بالصيد أولاً، ثم استهوتني صناعة القوارب لدى أبناء عمي، وهنا تركت أبي وذهبت إلى صناعة السفن، وتميّزت بها بجانب التعليم وحفظ القرآن، كانت مكافأتنا عبارة عن قطعة حلوى وعلكة بعد 12 ساعة عمل متواصل، وكنا نفرح بها للغاية، وحتى مررت بصيد الأسماك والصدف وغيرها في الشباب، إلى أن وصلت إلى أنني أصمم السفن الشراعية كنماذج للديكور، وتميزت بالدقة كما ترى، ويلفت "العم حلوانى" إلى أنه شارك في العديد من فعاليات الجنادرية، وفاز بعدة جوائز، وتم تقييمه وتتويجه بالمركز الأول كأبرز صانع للسفن الشراعية والقوارب.

قصة التائهين

يقصّ علينا "العم حلواني" بعض القصص القديمة التي سمعها من أجداده يقول إنه أول من أنشأ أملج وينبع مجموعة من الصيادين تخلفوا عن قافلتهم البحرية، ولم يعرفوا أين هم، ووصلوا للشاطئ في أملج، وكان معهم عدد قليل من السفن الشراعية، فاستوطنوا المكان، وبدأوا يصيدون ويغوصون، ثم ازدهرت تجارتهم، واستطاعوا بناء السفن الكبيرة.

كيف يصنع القلاف سفيتنه؟

يقول "العم حلواني" إن صناعة السفينة تبدأ باتفاق صاحب السفينة الذي يملك المال مع الأستاذ (كبير القلافة)، ويبدأ في رسم السفينة، ويضع تصميمها وحمولتها، ثم يعاين نوعية الخشب، ثم يختار القلافة المهرة، ثم يبدأ ببناء "البيص"، وهو عبارة عن قاعدة السفينة، ويقيس الميل والتجويف، ثم يركّب الألواح، ثم الفرمات (القواعد العليا) فوق الألواح، وأشار "العم حلواني" إلى أن أشهر سفن الغوص والسفر ومنها سفن الغوص تسمى البقارة والسنبوك والشوعي وسفن نقل المياه مثل تيسير والناقة، والمزيدي، وسفن السفر مثل الناصري والفندي والهاشمي.

يسأله العديد من الزوار عن القوارب، وكيف له الصبر على هذه المهنة الشاقة، فيرد بابتسامته ويقول لهم: إن العمل الشاقّ يولّد الإنجاز، ويذكر "العم حلواني" إلى أنه سافر إلى ألمانيا واليونان وقطر والإمارات والسودان؛ ليبنى سفناً شراعية كبيرة، ويلفت "العم حلوانى" إلى أن أولاده يعملون في الهندسة والتمريض؛ فهو لديه 4 أبناء ذكور و5 بنات، ويقوم الآن بصناعة نماذج من السفن الشراعية والسفر والقوارب، وهنا طلب كبير على صناعته، وقد أهدى نموذجاً فريداً لأحد القوارب العالمية للأمير سلطان بن سلمان، وفاز بجوائز عدة في الجاندرية وسوق عكاظ ومعارض هيئة السياحة والتراث.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org