سبتمبر.. ٢٦ـه أصبح بعام!

سبتمبر.. ٢٦ـه أصبح بعام!

لم يكن شهر سبتمبر، شهراً عادياً على المملكة؛ بل كسواه من الشهور لم يمر مروراً عادياً، وحباه المولى -عز وجل- بمميزات عن سواه، كأيام ستظل محفورة في ذاكرة مَن عايشها، ولَم يكن اليوم الوطني في ٢٣ سبتمبر عريس هذا الشهر لوحده؛ بل تعددت الأيام التي لن أنساها أو ينساها كل من عايشها؛ ففي الخامس من سبتمبر؛ أعلن الصقور الخضر عودتهم لكأس العالم، بعد انقطاع غريب لـ١٢ سنة، وفِي اليوم التاريخي ١٥ سبتمبر، جدّد الشعب السعودي بطولات أجداده؛ داحرين كل من تَرَصّد لهم، وسعى لبثّ الفوضى ببلادهم؛ ليجددوا وقفاتهم مع ولاة أمرهم؛ ليغيظوا أعداء الأمة الناقمين على ما أنعم الله به عليهم.. وفِي ٢٣ سبتمبر احتفى السعوديون -كما لم يفعلوا من قبل- بيومهم الوطني؛ متحسسين نعمة أن يكون لديهم وطن بقيادة حكيمة رحيمة، وفِي عام ٢٦ سبتمبر نالت المرأة السعودية حقها بالقرار السامي بالسماح لها بقيادة السيارة، وهو والله يوم بعام.

ولأن سبتمبر يرفض أن يمر بالمرأة السعودية مرور الكرام؛ ففي ٢٠١١ أصدر الملك عبدالله -رحمه الله- في يوم ٢٥ منه، القرار التاريخي للمرأة السعودية بضمها لأعضاء مجلس الشورى، والسماح لها بالترشح لعضوية المجالس البلدية والترشيح فيها، رفضاً من القيادة السعودية لتهميش نصف المجتمع.. وفِي ٢٦ سبتمبر من هذا العام أبى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أن يمرّ اليوم من الشهر الاستثنائي دون أن ينتصر للمرأة السعودية؛ ليأمر -أيده الله بنصره- بأن يكون يوماً بعام؛ وذلك بعد الرجوع لعدد من الآراء في هيئة كبار العلماء باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية -بما فيها إصدار رخص القيادة- على الذكور والإناث على حد سواء.

قرار كهذا كان لا بد أن ينفذ في يوم ما؛ لكن هناك من كان يعلم أن التنفيذ اقترب؛ بل كنّا جميعاً نعلم أن التنفيذ يقترب يوماً بعد يوم، وتصريحات أولياء الأمر كانت واضحة بهذا الشأن؛ لذا ركبوا موجة البطولة؛ لتظهر بعض المشاغبات بأنهم خلف القرار التاريخي؛ برغم أنه لا يصح أن يُحسب قرار عظيم كهذا لغير أهله ولاة الأمر -حفظهم الله- ولمن كلفهم بدراسة الأمر، ورفع المرئيات من سعادة عضوات مجلس الشورى أو من الكاتبات والمثقفات اللاتي كنّ في مقدمة ركب الوعي وتحمل المسؤولية ودخول البيوت من أبوابها.

شكراً لحكومتنا العظيمة؛ فهي لم تقبل إلا أن تبدأ حيثما انتهى الآخرون؛ لأن هذه البلاد الطيبة وأهلها الأوفياء يستحقون أن ينالوا من العيش أطيبه، ولن ننسى كسعوديين وعد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -في أول حديث فضائي لسموه- أننا لن نقبل أن نظل في دوامة تُهنا فيها طوال ٣٠ عاماً مَضت، وسموه ممن إذا وعد وفّى.

إن تجاوزنا شهر سبتمبر؛ يعني أن العام الحالي يحزم أمتعته ليودعنا، عام تَلَوّن باخضرار المجد وبياض العز، وأخذ من علمنا سيف الحزم، وليت سبتمبر -بل العام ككل- يطيل مكوثه؛ فما زال للسعوديين مع الإنجازات وقفات، ووقفات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org