أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد " نزاهة " الدكتور خالد بن عبدالمحسن المحيسن أن الهيئة تتعامل مع قضايا الفساد التي ترد إليها ، سواء عن طريق بلاغ أو بناء على ما تكتشفه الهيئة، وفقًا للآلية والأنظمة المطبقة لديها.
وبخصوص ما يثار بشأن تأخر الهيئة في حسم ملفات فساد مؤخراً، قال "المحيسن" لـ"سبق": "أي ملف موجود عند الهيئة يدرس حسب الآلية المطبقة بشكل متكامل وتتخذ بشأنه الإجراءات النظامية المقررة".
وأدلى "المحيسن" بتصريحات لـ"سبق" على هامش رعايته اللقاء السنوي الأول لمنسوبي أندية نزاهة بالمؤسسات التعليمية الذي انطلق اليوم في رحاب جامعة الملك سعود بعنوان " أندية نزاهة ، الابتكار والتجديد".
وقال: "طبيعة بعض القضايا تقتضي أن نتعامل بسرية مع أشخاص أو أطراف معينين وذلك حفاظا على سمعتهم وكرامتهم ، وهذا جزء من التزام الهيئة القانوني كما هو مطبق في الجهات الأخرى".
وأضاف: "أي قضية تتناولها الهيئة مثلما تتناولها جهة أخرى فيما يتعلق بالخصوصية هذه القضية لا بد أن تحافظ على اطرافها من حيث خصوصياتهم الى ان تثبت ادانتهم بموجب حكم قضائي وفقا للآليات والأنظمة الموجودة".
وأردف: "ليس من اختصاص الهيئة التشهير أو إصدار تقارير إعلامية بعد صدور الأحكام على المدانين، ولو كان من اختصاص الهيئة أو كانت للهيئة صلاحية في هذا الجانب فليس لدينا إشكالية، لكن من الناحية النظامية والقانونية فإن ليس من اختصاص الهيئة ، لأنها ليست جهة تنفيذية".
وتابع: "لا مشكلة لدى الهيئة في نشر إحصائيات وأرقام بعدد قضايا الفساد المضبوطة، ولدينا استعداد لأن نكون شفافين وليس هناك حرج من اعلانها وان تتاح للأعلام بشكل شفاف".
وقال "المحيسن": "الهيئة حريصة على نشر قيم النزاهة في المملكة بشكل كامل من خلال الأندية الطلابية بالجامعات، وذلك عبر 43 نادياً طلابياً، ومن خلال النشاطات المختلفة في هذا الجانب ، فشركاء نزاهة كثر".
وأضاف : بأن الهيئة ستبذل كل ما يمكن من الآليات المتاحة لها لتدعم مثل المناشط الإيجابية في الجامعات .
ورداً على شكاوى المواطنين بأنه في حالة تقديم شكوى ضد جهات تكون هي الخصم والحكم وما إذا كان هناك توجه لإعادة سياسية الهيئة في التعامل مع مثل هذه القضايا، قال "المحيسن": الهيئة لديها آلية عمل محددة تقضي بأنه أي بلاغ يرد إليها يتم التعامل معه وفقا لطبيعة البلاغ ، فإذا كانت القضية جريمة جنائية تتمثل في جريمة تتعلق بالوظيفة العامة فانها تحال الى هيئة لتحقيق والادعاء العام".
وأضاف: "أما إذا كانت المخالفة إدارية فإنها تحال إلى هيئة الرقابة والتحقيق ، وأما إذا كانت مالية فإنها تحال لديوان المراقبة فهي تعتمد على طبيعة القضية محل البلاغ".
وأردف: "يتم ذلك وفقا لآلية محددة وسياسة واضحة وتنظيم الهيئة هو الحاكم في آلية العمل ، وعندما تحال القضية إلى جهة من هذه الجهات تجري عملها واختصاصها في هذا الجانب ويستكمل ما يقتضيه النظام".
وتابع: "توجد شراكة مع الجامعات والجهات البحثية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والهيئة يشرفها ويسرها أي نشاط بحثي في جانب مكافحة الفساد للمساهمة فيه، وهناك آلية محددة تطبق في هذا الجانب على أي بحث أو نشاط علمي في هذا السياق".
وقال "المحيسن": "الهيئة تتيح التوظيف حسب الاحتياج الوظيفي لها".
وأضاف: "نؤكد اعتزازِ الهيئةِ بما تقومُ به أنديةُ نزاهةَ الطلابيةْ، من دورٍ هام يساعدُ على تنميةِ الرقابَةِ الذاتيَّةِ لدى أبنائِنَا الطلبةِ والطالباتْ، في كافة المؤسساتِ التعليميَّةِ والتدريبية، عبر تحفيز الممارسات الإيجابية لأجيال المستقبل نحو ترسيخ اتجاهَاتٍ وطنيةٍ إيجابيةٍ لديهمْ تحميِ النزاهةَ وتنبُذُ الفسادَ بكلِّ صورِهِ بما يحقق رغد العيش لهم ولكافة أفراد المجتمع، بما يتسق مع (رؤية المملكة 2030) التي جاءت لتُعبِّرَ عن طموحَاتِنَا جميعاً وتعِكسُ قُدرَاتِ بلادِنَا، بما تمَّيزَتْ به من شُمُوليَّة لكافةِ مُقَومَات التنميةِ المُسْتَدامَةِ".
وفي كلمته التي ألقاها لدى رعايته اللقاء السنوي الأول لمنسوبي أندية نزاهة بالمؤسسات التعليمية الذي انطلق اليوم في رحاب جامعة الملك سعود بعنوان " أندية نزاهة ، الابتكار والتجديد " بحضور مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، قال "المحيسن": "نشاط أندية نزاهة قائمٌ على الأبداعِ والابتكارِ لتحقيق عددٍ من الأهداف المتوخاة ومنها تنمية الرقابة الذاتي لدى طلاب وطالبات الجامعات والكليات ، بيان مخاطر الفساد وآثاره على الفرد والمجتمع. نشر ثقافة النزاهة ومكافحة الفساد ، تعزيز المواطنة وروح الانتماء عبر القيم الإيجابية التي تحمي المجتمع".
وأضاف: " أجِدُهَا فرصةً سانحةً لأدعو وأحثُ الجامعاتَ الأخرَى الحكوميَةِ منها والأهليةِ التي ليسَ لديْهَا (نادي نزاهة) للمبادرةِ بإنشائهِ، متطلعاً إلى استمرارِ عقدِ مثلِ هذا اللقاء بشكل سنوي لتحقيق المزيد من التعاون فيما بينكم والاستفادة من التجارب والخبرات".
وأردف: "نتمنى أنديةِ (نزاهة) مزيداً من التطوُّرِ والتقدُّم لتكونَ مثالاً يُحْتَذَى بهِ، وأن تكونَ من الأنديةِ الطلابيةِ المميَّزةِ، التي تسعَى لتحقيقِ النزاهةِ سُلُوكَاً دينياً، وواجباً وطنياً، وعملاً أخلاقياً، راجياً للجميعِ التوفيقَ والسدادْ".