ذعر إيراني من "فرصة ترامب" على وقع "الالتحام التركي- السعودي" قبيل زيارة الحسم

تغاضٍ عن 3 ملايين أفغاني واستدعاء سفير وهواجس حرب ومجابهة خطر.. "ظريف" يحذر!
ذعر إيراني من "فرصة ترامب" على وقع "الالتحام التركي- السعودي" قبيل زيارة الحسم

لطالما تحاشت تركيا انتقاد سياسات إيران بشكل علني؛ نظراً للروابط الاقتصادية الكبيرة بين الجارين اللدودين؛ إلا أن تركيا أدركت أخيراً أن هامش المناورة لديها بات ضيقاً تجاه سياسات إيران الطائفية؛ فإيران ومليشياتها، اليوم، تحاصر تركيا من الحدود السورية والعراقية، وتهدد مصالحها بشكل مباشر؛ بل تورطت في قتل جنود أتراك في شمال سوريا قبل أسابيع، وباتت بكل وضوح داعماً رئيساً للمنظمات الإرهابية؛ لتهديد وإلحاق الضرر بتركيا.

3 ملايين أفغاني!

أبعد من ذلك، فقد صرح نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناك، أمس الأحد، بأن هناك قرابة 3 ملايين لاجئ أفغاني داخل إيران يحاولون دخول الأراضي التركية عبر ولايتي وان وأغري، وأنّ حكومة طهران تتغاضى عن هذا الأمر، وتقدّم لهم تسهيلات للقيام بهذه الخطوة؛ ذلك وفقاً لـ"سي إن إن التركية".

مبنية على الطائفية

"أردوغان" لم ينتظر طويلاً، فشن هجوماً على طهران قائلاً: "إن السياسات الإيرانية السابقة تؤثر في العراق الآن"، مضيفاً: "إن أزمة العراق مبنية على الطائفية والتفرقة"، جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية نظمتها نقابة الموظفين الحكوميين في ولاية أنطاليا، السبت.

استدعاء السفير

وكان "أردوغان" ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، قد أدليا بتصريحات عن سعي إيران لـ"التوسع الفارسي"، و"نشر التشيّع" في سوريا والعراق وتقويض سلامة دول خليجية؛ وهو ما دفع إيران إلى استدعاء السفير التركي في طهران، وإبلاغه اعتراضها الشديد.

تفهّم الموقف السعودي

تركيا على الأرجح اكتوت بنيران طهران الطائفية، وفهمت أسباب الموقف السعودي المتشدد من سياسات طهران في المنطقة، فقررت الانحياز بوضوح إلى الجبهة السعودية؛ لمجابهة سياسات طهران التوسعية في الأقليم، حتى وإن بدا هذا الموقف متأخراً، إلا أنه بات يشكل علامة فارقة على عزلة إيران في المنطقة.

هواجس الحرب

"طهران" من جانبها تخشى العزلة وتعيش على هواجس وتهديدات الإدارة الأمريكية، آخرها ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن حرباً كادت أن تندلع في الشرق الأوسط بين أمريكا وإيران، فقد أصدر وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس أوامره باستهداف سفينة عسكرية إيرانية في المياه الدولية كانت باتجاه اليمن، وأمر بإيقافها وتفتيشها بالقوة العسكرية، إلا أنه تراجع في اللحظات الأخيرة، وهو ما حذرت منه الصحيفة بالقول إن شرارة الحرب ممكن أن تندلع بين أمريكا وإيران في أية لحظة، في ظل التوجه الأمريكي الجديد.

ذعر العزلة

وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، يرى ما لا تراه أعين الملالي، فقد حذر من العزلة قائلاً: "يجب ألا نعطي ذريعة لترامب"، وتابع قائلاً: "السلطة في إيران كلها قد توصلت إلى نتيجة بأنه لا يجب أن نعطي ذريعة لهم"؛ ذلك وفقاً لوكالة "إرنا".

وأضاف مذعوراً من العزلة غير المسبوقة التي يعيش النظام في المنطقة: "ربما كان متوقعاً من العربية السعودية، ولكن تركيا هي الأخرى قد أخذت تتناغم معهم، وهي كانت تعوّض أخطاءها السابقة، في إطار التعاون مع الائتلاف مع إيران وروسيا في الشأن السوري".

زيارة حاسمة

في المحصلة النهائية ليس واضحاً إلى أي مدى ستذهب تركيا في مواجهة طهران، لكن من الأجدر بتركيا أن تستغل المناخ الدولي الموجود حالياً لتحجيم نفوذ طهران في المنطقة، فهي تنتظر زيارة حاسمة لوزير الخارجية الأمريكي الجديد الخميس المقبل.

مجابهة الخطر

ومجابهة طهران حالياً، وبصرامة في كل من سوريا والعراق والاصطفاف بشكل واضح مع الدول الخليجية قد يجنّب تركيا مخاطر محدقة قد لا يمكن تفاديها مستقبلاً، فالخطر الحقيقي على تركيا ليست أوروبا ولا موسكو، إنه النظام القابع في طهران، والذي بات فعلياً يحاصر تركيا من ثلاثة محاور!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org