دور الإعلامي السعودي

دور الإعلامي السعودي

عملتُ مراسلاً للتلفزيون القطري في السعودية (بموافقة رسمية من وزارة الإعلام السعودية) منذ العام 2010 حتى عام 2014، وأعلنت انسحابي تضامنًا مع سحب السفير السعودي من الدوحة في تلك الفترة في عهد الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ، وهذا أقل ما يجب على الإعلامي أن يفعله تجاه وطنه في حق من يريد أن يضمر الشر لبلده الذي احتضنه، وعاش على ترابه، فما بالك إذا كان هذا البلد قِبلة المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرسالة.. فإن الحب يتضاعف ويزداد، والولاء يكبر.

عملك في أي بلد ما لا يعفيك من تسجيل موقف لصالح وطنك إذا كان هذا الموقع الذي تعمل فيه يريد الإضرار ببلدك، ويحرض على إثارة الفتن والمشاكل، وعدم الالتزام بالمواثيق والعهود المبرمة بينهما.

الالتزام بالمصداقية والمهنية عنصر مهم؛ يجب توافره في الإعلام؛ ليصل إلى قلوب المشاهدين، ويحظى بنِسَب متابعة عالية، ولكن – للأسف - الفضاء العربي يمتلئ بالقنوات التافهة والمضحكة، وتلك التي تبث السموم والفتن والافتراءات، وتعمل على قلب الحقائق بقصد البلبلة وإثارة الشعوب. ومن أمثلة الإعلام التافه والمضحك ما يبثه الإعلام الحوثي من أخبار عن انتصارات وهمية على السعودية، يستمدها من أسياده في "قم"، لا يصدقها الأطفال، فضلاً عن أن تنطوي على الكبار. ومن أمثلة النوع الثاني من الإعلام الذي يبث الفتن قناة الجزيرة القطرية، وما تعمل عليه ليلاً ونهارًا من أكاذيب وأوهام، واستضافة الرعاع الذين يريدون شرًّا ببلدانهم.. وهذا ما عملته تلك القناة مع السعودية في فترات سابقة، وما زالت تدس السم في العسل في ضرب واضح لحقوق الجيرة والأخوَّة التي تجمعنا نحن الخليجيين.. وبالطبع هذه القناة تستمد قوتها ودعمها من الحكومة القطرية التي ذللت لها جميع الصعاب؛ لتمارس هوايتها في تفريق الشعوب، ودعم التظاهرات، وإثارة النعرات لتحقيق غايات ونوايا، تعكس خلاف الابتسامات التي في العلن. هذه القناة أغلب القائمين عليها ليسوا من الشعب القطري العزيز، بل عبارة عن تجمع من المرتزقة الحاقدين الذين يضمرون الشر لكل ما هو خليجي، حتى لقطر نفسها.

ومع انتشار وسائل التواصل أصبح الجميع إعلاميًّا ورئيس تحرير أيضًا من خلال صفحته في تويتر وسناب.. فلنتماسك جميعًا، ونتحد لنصبح لحمة واحدة في وجه من يريد ضرب وحدتنا، ويسعى لفرقتنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org