حلب تُدمَّر وأبناؤها يُنحرون!

حلب تُدمَّر وأبناؤها يُنحرون!

تيبست أعيننا؛ فلم تعد تبكي، وتجمدت الدماء في عروقنا؛ فلم نعد نتحرك، وتبلدت أحاسيسنا؛ فلم تعد مشاهد حلب تؤثر فينا، ولم يعد لأطفال ونساء سوريا وشيوخها صوت مسموع.. أسكتنا الغرب بوعوده، والشرق بأكاذيبه.. الموت يقضي على السوريين برًّا وبحرًا ومن الجو، لم يتبقَّ سلاح إلا وتم استخدامه وتجربته في حلب. هكذا أراد الطاغية بشار الأسد لشعبه.. جاء بالروس وبالفرس وبحزب اللات ومرتزقة أفغانستان وباكستان وغيرهما من طائفة الشيعة، فعاثوا في الأرض فسادًا؛ فقتلوا وشردوا ويتموا الأطفال.. هدموا المنازل على أصحابها مستخدمين جميع أنواع الأسلحة من صواريخ وبراميل ومتفجرات، وأطلقوا العنان لدواعش الفرس وحزب الله ينكلون بكل من ينتمي لأهل السنة.

مؤتمرات تعقد هنا وهناك.. اجتماعات لمجلس الأمن.. استنكارات خجولة من بعض الدول التي تنتقد الوضع القائم، لكنها لا تلبث أن تعود إلى الصمت حتى تظهر مأساة أخرى، وكأنهم يتعاملون مع ما يحدث بوسائل تخدير حتى يكتمل المخطط الذي رسموه. لم يعد للرئيس الأمريكي ووزير خارجيته طريق للكذب إلا وسلكوه؛ فهما يدعيان أنهما مع المقاومة، وهما السبب في تفريق وحدتها، حتى استطاع العدو اختراقها وتمزيقها، وهما من وقف في وجه إمدادها بالأسلحة ومضادات الطيران.

لقد أصبحت حلب الشهباء خرابًا، وأصبحت قصورها وأبراجها العالية دمارًا، وما زلنا نرى أن أمريكا والغرب يريدان إنقاذها!! فكم هدنة أُعلنت، وكان الهدف منها رصد تحركات رجال المقاومة وتجمع السكان ليتم الانقضاض عليهم، حتى أن روسيا تعلن الهدنة ومخارج آمنة لمن يريد الخروج، ثم يفاجَؤون بأن المخارج الآمنة ليست إلا كمائن للعناصر الإيرانية وحزب اللات، يصطادون فيها كل من يقترب منهم، وأصبحت سوريا مستعمرة لفارس بمباركة روسية أمريكية، حتى أنهم أصبحوا يرفضون أي اتفاقات ما لم تلبِّ طموحاتهم وأهدافهم، والعرب ينتظرون مسرحية مجلس الأمن، وفشل بان كي مون، والمخادع دي مستورا!

وأخيرًا، لم يبقَ للشعوب العربية إلا الدعاء ورفع أكف الضراعة إلى الله بأن يهلك الظالمين من النظام السوري المجرم، وكل من سانده؛ فقد ارتكبوا أبشع الجرائم في القتل والترويع؛ فجثث القتلى تملأ الشوارع وتحت أنقاض المنازل المهدمة، ولم يعد هناك مستشفيات أو مراكز صحية لمعالجة الجرحى، حتى المساجد التي يُذكَرُ فيها اسم الله تم تدميرها!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org