تعرف على قصة معاناة أربعينية مطلوب منها ١٠٠ ألف ريال ثمناً لضياع حلمها

سورية قدِمت للمملكة بهوية زائرة عجزت ٨ مستشفيات عن استقبالها للولادة بأمان
تعرف على قصة معاناة أربعينية مطلوب منها ١٠٠ ألف ريال ثمناً لضياع حلمها

عاش عامل بناء مقيم من جنسية سورية بإحدى مؤسسات المقاولات في الرياض، ليرى طفلاً ذكراً يُساعده على مشاق الحياة بعد أن رزقه الله بخمس فتيات، إلا أنه لم يكن يعلم أن هذا الحلم سيكلّفه أكثر من 100 ألف ريال لمستشفى خاص بعد أن عجزت 8 مستشفيات حكومية وأهلية عن استقباله، وسيفقد ما تحمله زوجته في بطنها وسيعيش هماً عظيماً لم يكن له سابقة في حياته، ولا يزال يتجرّع مرارة ذلك، ويُمنّي نفسه كثيراً بأن يجد عطفاً ورحمةً من الوزارات المعنية أو أهل الخير.

تلك هي ملخص تفاصيل لعنوان "زوجة سورية أربعينية قدِمت للمملكة بهوية زائرة، وكانت تحمل في بطنها توأمين، وخاطرت بحياتها بعد أن فاجأتها ولادة مبكّرة في الشهر السادس قبل أسبوع تقريباً؛ الأمر الذي استدعى البحث عن مستشفى حكومي يستقبلها باعتبار أن الأشقاء السوريين لهم معاملة خاصة ويُسمح لهم بالعلاج حكومياً؛ إلا أنها تنقلت بين 8 مستشفيات حكومية وخاصة بحثاً عمّن يُنقذ حياتها، وتعذّرت لأسبابٍ مختلفة ما بين عدم توفّر حضانة للتوأمين أو عدم إمكانية اجراء هذا النوع من العمليات أو لكونها بهوية زائرة.

وعلى ذلك عاشت "ف.ص" أصعب فترات حياتها وهي تُصارع مُخاض الولادة وآلامها وتتنقّل بين زحام شوارع العاصمة بحثاً عن لوحة مستشفى يُرحب بها مُنذ الصباح الباكر، إلا أن وصولها للعديد من المستشفيات الحكومية والخاصة كان بمثابة جرعة ألم أخرى لإكمال مسلسل البحث عن مشفى ينظر لها بعين الرحمة ولمن في بطنها قبل أن يحدث مكروه، لا قدّر الله.

وصلت أخيراً لأحد أشهر المستشفيات الخاصة قرابة الساعة الرابعة مساء؛ وكانت تُصارع حياتها وتطلب إنقاذ حياتها ولو بالتخلّص مما في بطنها، فقام بإجراء عملية قيصرية عاجلة كلّفت 16 ألف ريال، بينما كانت كُلفة حضانة الطفل الواحد 10.500 ريال؛ أي أن كُلفة التوأمين 21 ألف ريال لليوم الواحد فقط.

حمد الله زوجها الذي يتقاضى مرتباً لا يتجاوز 2.500 ريال فقط على سلامة زوجته وتوءمه الذكور بعد أن رزقه الله بـ 5 فتيات؛ اثنتان منهن توأمتان، وبدأ البحث عن مستشفى حكومي أو خاص بكلفة أقل ويستقبل حضانة الطفلين، إلا أن فرحة هؤلاء الزوجين لم تدم كثيراً؛ بعد أن وردهما اتصال من المستشفى الخاص يُفيد بأن أحد التوأمين توفي بعد 36 ساعة فقط من الولادة ويلزم دفع فواتير حضانته البالغة 41 ألف ريال.

صُعِق الزوج من ارتفاع فاتورة الحضانة بهذه الطريقة فكانت الإجابة سريعةً حسبما أفاد لـ "سبق"؛ بأن ارتفاعها يعود لمحاولتهم إنقاذ حياته! قبل أن يُشعروه في اليوم التالي بأن شقيقه الآخر ودّع الحياة أيضاً وخلفه فاتورة حضانة بلغت 43 ألف ريال، لتصل كُلفة حضانتهما 84 ألف ريال، بل وتجاوزت 100 ألف ريال مضاف لها تكاليف ولادة الزوجة، إلا أن عددا من أهل الخير تكفّلوا بسداد فواتير ولادة الزوجة البالغة 23.376 ريالاً لإخراجها من مِحنة بقائها في المستشفى دون قدرتها على السداد.

حاول والدا التوأمين التواصل مع وزارة الصحة والشؤون الصحية كثيراً عبر الخط الساخن إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، الأمر الذي دعاه لإرسال برقية للديوان الملكي وقيّدت برقم (19293) وبتاريخ 13 صفر من العام الهجري الحالي، كما كانت هناك محاولات لمقابلة وزير الصحة إلا أن مستشاري الوزارة أفادوا بأن القضية تحوّلت إلى الشؤون الصحية قبل أن تُجيب الأخيرة بأن الوزارة لا تتحمّل تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة.

وانتقد الوافد السوري تعذّر 8 مستشفيات حكومية وخاصة مع حالة ولادة كادت تُهلك حياتها لولا لطف الله وعنايته، متسائلاً عن الرعاية التي أوصت حكومة المملكة بتوفيرها للأشقاء السوريين لا سيّما ممن دخل المملكة بهوية زيارة مؤقتة، كما تساءل عن تفعيل نظام "إحالة" في مثل هذه الظروف التي جعلتنا نتنقّل بزوجة تزيد صرخاتها وتتجرّع مرارة مخاض الولادة دون أن تُبادر بنقلها على سيارة إسعافٍ مُجهّزة وتقلّل من المخاطر التي كادت تجعلها تلحق بطفليها.

وناشد والد التوأمين "أ.ك" وزارة الصحة وأهل الخير بدفع تكاليف حضانة طِفليه البالغة 84 ألف ريال، باعتباره لا يملك سِوى 2500 ريال يصرفها على 5 فتيات ولا يستطيع أن يدفع ذلك، لا سيّما وأنه فقد توأميه في يومين فقط.

بدورها تحتفظ "سبق" بفواتير حضانة التوأمين، وكذلك كُلفة الولادة القيصرية، بالإضافة لكشوفات عِدة مستشفيات حكومية وخاصة وتعذّرها عن التعامل مع الحالة، كما تحتفظ بصورة من شهادة الوفاة لأحد الطفلين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org