بكاء على أبواب الصحافة

بكاء على أبواب الصحافة

لم يعد أمام (كتبنجية) الصحف الورقية إلا محاولة تسويق قوة كلمتهم، وعمق تأثير آرائهم، بعد أن هزتهم الصحف والمواقع الإلكترونية، وأجهز عليهم تويتر.


غاب عن موسيقار الرأي السعودي الدكتور علي الموسى أنَّ أُسس الإعلام في العالم ووسائله تغيرت، وتبدلت، وتحررت من مقص الرقيب العربي، وفشلت محاولات التعبئة الإعلامية في بعض المشاريع والأفكار الجديدة؛ لأن الوعي صار أكبر.

كانت مقالات عبدالله ناصر الفوزان، ومشعل السديري، وعبدالمحسن الكويليت، وعبدالله بن بخيت صادمة قبل سنوات، وهي لا تتجاوز عدد أصابع يديك أبا مازن.

الأساليب والمطالب نفسها أصبحت اليوم أمرًا اعتياديًّا، ربما تقرؤها في موقع إلكتروني، أو تنشر على صفحتك في الفيس بوك، وكثيرًا ما تجدها تصلك برسالة واتسبية في مجموعة رسمية أو عائلية.


أجزم من تجربة وسماع ومجالسة الكثير من هواة السفر أن أهم طلب أجمعوا عليه أن يجدوا خدمة واي فاي مجانية في مكان إقامتهم؛ ليرتبطوا بوطنهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فغالبية الشعب السعودي لا يتقنون إلا العربية.

هل تعلم يا دكتور أن تطبيق "نبض" السعودي قد أصبح صحيفة تنقل الرأي والخبر عاجلاً دون حواجز رقابية أو شرعية أو اجتماعية؛ فتهمشت ضرورة الصحف الورقية وتأثيرها؟

برهانات الأرقام حركت، وتعاملت، وتفاعلت الصحف والمواقع الإخبارية مع الأحداث التي مرت بها بلادنا بمهنية الطرح، وجودة النقل، وحرفية التناول، حتى أصبحت خيارات النشر الأولى هي صحيفة إلكترونية، مثل "سبق" هنا.. لا أزكي أو أسوّق لكن زوار بعض الأخبار يتجاوزون عدد مبيعات الصحف الورقية مجتمعة في أيام، وعدد قراء بعض المقالات يتجاوزون مبيعات بعض الصحف الحديثة في يوم واحد، والفاصل بيننا أرقام التوزيع.

كانت سيكولوجية الجماهير يتم توجيهها كما يريد حارس البوابة الإعلامية، لكنه أصبح بلا دور كما يؤكد بروفيسور الإعلام السعودي محمد الحيزان مؤكدًا أن مهمته انتقلت من شخص مكلف بتحديد ما تتلقاه إعلاميًّا؛ لتكون بيدك؛ لتقرر بمسؤوليتك الغث من السمين.

هنا لا أقلل من مكانة وقيمة صحفنا الورقية، لكن لا ينبغي أن نخفي حقيقة أن انتشار أخبارها عبر موقعها الإلكتروني أصبح أكثر تأثيرًا وانتشارًا، وكل عام يمضي يثبت صحة رهان أبرز صناع الصحافة العربية عثمان العمير ومحمد التونسي، أن المجد للصحافة الإلكترونية المحترفة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org