بالصور.. بيوت الطين بالجنادرية تتحدى "المكيفات الحديثة"

بالصور.. بيوت الطين بالجنادرية تتحدى "المكيفات الحديثة"

مسجّلة في الجزيرة منذ 1750 عامًا واشتهرت بها نجران

 تصوير عبدالملك سرور: وقف زوار الجنادرية 31 أمام مشهد البنائين وهم يخلطون الماء بالطين والقش لبناء نموذج لبيت الطين القديم.

 

وكانت منطقة نجران قد شهدت أول من بنى بالطين فى الجزيرة وهم أهل مدينة الأخدود، ومنذ 1750 عامًا، ظلت أبنية  نجران الطينية المميزة على جنبات وادي نجران ويصل عددها إلى 230 منزلا طينيا.

 

وتحدث إلى "سبق"، عامل البناء خالد علي الذي يعمل فى مهنة بناء الطين منذ خمس سنوات وورث المهنة من والده وجده وهو من حائل ويعمل فى بيت عنيزة الطيني بالجنادرية.

 

وقال "خالد": "نستخدم الطين ومواد أخرى في بناء البيت، ومادة الطين تتميز بأنها مادة عازلة للحرارة أثناء فصل الصيف ويكون البناء بالطين عادة إما على شكل عروق أو مداميك من اللبن وتسمى "لبنة".

 

وأضاف: "البيت الطينى يتحدى أقوى المكيفات الحديثة التى لا تستطيع أن تصمد أمام درجات الحرارة المرتفعة وأيضا بالشتاء يحتفظ بدرجات الحرارة ويصمد أمام زمهرير البرد، والطين يعدل الرطوبة ويمتصها من الهواء".

 

من جهته، قال أبو ريان  الحمدان  وهو مسؤول بيت عنيزة التراثي: "بيوت الطين  تعيد ذكريات أيام الطفولة والحارة القديمة  بالإضافة إلى الألعاب التى اندثرت".

 

وأضاف: "توجد في بيت عنيزة مشبات النار والقهوة العربي وتربية النياق وغيرها من مراسم الحياة القديمة التى كان يعيشها الأجداد".

 

وأردف :"بالنسبة لعنيزة  وبيوتها الطينية فإنها أفضل بكثير من المساكن الحديثة المسلحة، والبيت يبنى عن  طريق أشخاص من أهل خبرة في البناء  ويقودهم "الستاد" وهو  المعلم حاليا وهو من يرسم البيت ويضع  أسسه الهندسية واتجاه الرياح والشمس ويستخدم في البناء الطين وحجارة الحصى وأخشاب النخيل والجريد المأخوذ من النخيل".

 

وعن شبة النار، قال أحمد الغانم وهو أحد العاملين فى بيت الطين بالجنادرية 31: "شبة النار هي رمز الضيافة والكرم فوجودها يعني وجود القهوة وهو ما يميز شبة النار فى عنيزة، وقديما كان إشعال النار يتطلب محاولات عديدة  قبل اكتشاف "الكبريت المشعل" ونظراً لصعوبة إشعال النار فقد كان البعض يعمد إلى أن تكون النار مشتعلة طوال الليل".

 

وأضاف: "كانت لشبة النار أهمية في حياة الصحراء فإشعالها في الليل يدل على أنها في مكان مأهول يمكن أن يقصده التائه، وحديثا ودّع الناس حياة الشقاء والمعاناة التي كانت تصاحبهم عند الرغبة في إشعال النار وظهرت أفران الغاز والكهرباء وأجهزة التدفئة بشتى أنواعها".

 

وقال "أبو ريان": "مازال الكثيرون يستخدمون الحطب لإعداد القهوة والتدفئة في الشتاء متذكرين شبة النار حيث تعتبر من صفات الكرم ولها طعم خاص".

 

وأضاف: "ترى من يبني بيتاً جديداً يخصص به غرفة تسمى "المشب" وغالباً ما تكون في السور الخارجي ويزينه بدلال القهوة وأباريق الشاي ويستقبل فيها ويقدم ضيافته على نار الحطب".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org