"الصانع" لـ"سبق": رؤية ولي العهد السياحية ستوفر الملايين.. وتركيا وأمريكا تفوقتا في جذب السعوديين

قال: الفلكلورية "رفّهت" عن المجتمع واحتفالات اليوم الوطني نجحت شعبياً.. والخدمات السياحية مطلب
"الصانع" لـ"سبق": رؤية ولي العهد السياحية ستوفر الملايين.. وتركيا وأمريكا تفوقتا في جذب السعوديين

يقول نائب رئيس لجنة السياحة الوطنية السعودية عبدالرحمن بن محمد الصانع، أن الوجهة المفضلة سياحياً للسعوديين تختلف حسب موسم الإجازات المرتبطة بالمدارس، والعيدين، ومنتصف الدراسة، والإجازة الصيفية نهاية العام الدراسي الطويلة.

وأكد لـ"سبق" أنه خلال الـ 5 سنوات الأخيرة حتى العام الحالي 2017 تصدّرت تركيا وجهات السعوديين؛ لعدة أسباب، أهمها التسويق الناجح لهيئة السياحة التركية في سوق السياحة السعودي، والذي بدأ مبكراً منذ أكثر من عقد، متمثلاً بالإعلام السياحي المباشر أو غير المباشر كالمسلسلات التركية التي لعبت دوراً بارزاً في ترغيب آلاف السعوديين لزيارة تركيا، وتعدى ذلك إلى شراء العقارات من خلال التسهيلات التي تمنحها الجهات التركية للسعوديين في امتلاك عقار مناسب مع تسهيلات في الدفع وإجراءات الشراء.

وأضاف أن توفير شبكة خطوط طيران لرحلات مباشرة لأكثر من 6 محطات سعودية الى إسطنبول، أهمها: الرياض، وجدة، والدمام، والتي تقلع منها أكثر من رحلة يومياً، خلاف الخطوط الأخرى، بما فيها ناقلنا الوطني السعودي، جميعها عوامل جذب، إضافة لاعتدال أسعار الخدمات السياحية في الفنادق أو المواصلات، والمزارات السياحية، كذلك جمال الطبيعة، وحسن تعامل معظم الأتراك مع السعوديين.

ويقول: "السعوديون يُعدّون من أصعب متذوقي الطعام في العالم؛ لأنهم يفضّلون الاستمتاع بالأكلات اللذيذة المعتادين عليها، ووجدوا ضالتهم في المائدة التركية، خصوصاً اللحوم المشوية، وما يتبعها من مقبّلات، والحلويات التركية يعشقها الكثير من العائلات السعودية، ولا بد من إحضارهم لبعض الهدايا منها للأقارب عند العودة للوطن".

ويتابع "الصانع" قائلاً: "الوجهة الأخرى هي أمريكا خصوصاً في إجازة الصيف، بحكم وجود آلاف الطلاب السعوديين المبتعثين هناك من الجنسين، مما يجذب أهاليهم أو أصدقاءهم لقضاء السياحة معهم في المدن الأمريكية إضافة لاعتدال الأسعار، ورخصها بكثير عن المدن الأوروبية، إضافة لتعدّد شركات الطيران المتجهة إلى أمريكا، مما خلق تنافساً في أسعار التذاكر وجعلها وجهة سياحية مميزة للسعوديين".

وعن أوروبا يقول عبدالرحمن الصانع: "تتصدر فرنسا يليها النمسا ثم لندن وجنيف فألمانيا وإيطاليا؛ لجمال هذه المدن وطبيعتها الجاذبة، وهناك بعض الوجهات الأوروبية الجديدة التي بدأت في المنافسة".

وبشأن توجه السعوديين للسياحة العربية، يرى "الصانع" أنها تراجعت في الـ 6 سنوات الاخيرة بشكل حاد جداً كبيروت، والقاهرة، ودمشق، وذلك مربوط بالوضع الأمني المتأزم بعد أحداث الربيع العربي، وما تلاه من عدم استقرار".

ويشير إلى الوجهات الخليجية للسياح السعوديين تتصدرها البحرين بحكم وجود جسر الملك فهد، ثم دبي التي يزورها سنوياً أكثر من نصف مليون سائح سعودي، وفق إحصاءات العام الماضي 2016م ثم تأتي الكويت.

وقال "الصانع": "إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية لم يتغيّر، بل زاد عن ذي قبل، ويقدّر بشكل غير رسمي في حدود الـ 45 مليار دولار سنوياً".

وعن السياحة الداخلية، قال: "السعودية البلد شبه القارّة حباها الله بتضاريس متنوعة، وطقس متفاوت الحرارة، وشواطئ تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر على الخليج العربي شرقاً والبحر الأحمر غرباً، وتلك هي أهم عناصر الجذب السياحي بالعالم، في الصيف منطقة عسير بجبالها الشاهقة، وغاباتها الجميلة، ومدينة أبها أول إطلالة محلية سياحية على مدار 4 عقود، إلا أن الطقس الجميل لا يكفي أن يكون الجاذب والمغري الوحيد سياحياً، إنما الخدمات هي الأهم، وهذا ما أثبتته دبي. وتأتي كذلك مدينة جدة التي تعدّ الأولى في جلب السياحة المحلية على مستوى المملكة، تليها مدن المنطقة الشرقية خاصة مدينة الخبر.

ويقول "الصانع": "في رؤية المملكة 2030 التي أعلنها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز سيكون هناك تحول نوعي وكبير في توطين السياحة بل وجلب سياح من الخارج، وأتوقع أن ينخفض الإنفاق السياحي الخارجي، وما يسمى الهروب الجماعي للسعوديين؛ للسياحة خارج المملكة إلى أقل من نصف العدد حالياً، مما سيوفر ملايين العملات الصعبة التي سيتم توظيفها داخل المدن السعودية، فالمشاريع العملاقة المزمع إنشاؤها كالتي على ساحل البحر الأحمر، أو مشروع القدية بالرياض، وغيرهما من المشاريع المستقبلية السياحية ستحقق الأهداف التي ذكرتها سابقاً".

ويطالب ببرامج وفعاليات ترفيهية التي تعد إحدى أهم المقومات السياحية حول العالم، فالطبيعة الجميلة لا تكفي، إنما لا بد من دعمها بالخدمات السياحية، ومن أهمها الترفيه من الفنون وغيرها، والسينما، والمسرح والحفلات الفلكلورية أو الطربية، بما يتلاءم مع طبيعة المجتمع؛ فدبي على سبيل المثال نجحت في مجال الترفيه، وتغلبت على طقسها الحار الرطب، وكانت عامل جذب ناجحاً خاصة للسياح السعوديين وغيرهم، ونجحت على مدى سنوات في استثمار البضاعة السعودية المتمثلة في الفنانين السعوديين، وهيأت لهم الأماكن والمسارح.

ويقول "الصانع": "الأمور بدأت تنفرج حالياً بشكل طبيعي، وظهر ذلك في حفلات ذكرى اليوم الوطني التي أقيمت مؤخراً، ولاقت نجاحاً شعبياً كبيراً".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org