الشارع ملك مَنْ..؟!!

الشارع ملك مَنْ..؟!!

سؤال قد يستغربه البعض، ويستنكره البعض الآخر؛ وذلك لأن إجابته محسومة سلفًا؛ فالشارع ملك الجميع؛ فملكيته ملكية عامة.
ولكن حين ندقق النظر في الكثير من شوارعنا نجد أن الأمر غير ذلك تمامًا؛ فالكثير منها أخذت منه "التعديات" ما أخذت؛ فزحفت عليه حتى بات وكأنه ملكية فردية..!!
غزته الحواجز الأسمنتية، وأُحيط بسياج، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من الملكية الفردية التي استولى صاحبها على الملكية العامة، وعلى الحقوق العامة، وكأنها ملك أبيه؛ فشيد عليها البنيان، وأقام عليها ما يريد، وكأن شيئًا لم يكن، دون أدنى مراعاة لحقوق الآخرين، ودون أي تفكير بالخوف من الله - عز وجل - ودون أي شعور بالذنب أو إحساس بأنه قد استولى على المال العام..!!
بل دون أي حسيب أو رقيب؛ لأن كل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع من البلدية صاحبة الحق في ملكية هذه الأرض، والمسؤولة أمام الله - عز وجل - عن الدفاع عن حقوق الناس..!!
وهذه الحقيقة غير غائبة عن أحد؛ لأنه لو نظر في أي مجمع سكني لوجد ذلك واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار؛ فكل هذه المجمعات اقتطعت جزءًا من الشارع، أدخلته ضمن ملكيتها، ووضعت سور حماية بعده، إضافة للحواجز الخرسانية؛ فلم يبق من بعض الشوارع سوى مسار واحد..!! أيُعقل هذا؟!!
أين الخوف من الله عز وجل؟!! أين وقوف الحرية الشخصية عند حدود حرية الآخرين؟!!
أين مراعاة حق الطريق التي أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بها؟!! بل نهانا عن الجلوس في الطريق..!! إذا كان مجرد الجلوس في الطريق منهي عنه فما بالك بالتعدي على الطريق واحتلال جزء منه؟!!
والسؤال المهم هنا: كيف تُترك مثل هذه التعديات تضيق على المسلمين طريقهم؟!!! ولماذا يسمح بها؟!! ولماذا لا تُزال؟!!
والسؤال الأهم: أين البلدية من هذه التعديات..؟!! هل هي غافلة عنها؟!! أم متغافلة؟!! أيُعقل أنها لا تعرف عنها؟!! أم أنها لا تملك من الأمر شيئًا؟!! ولماذا نراها تحد شفرتها حين يتعدى مواطن مسكين ببضع "سنتيمترات"؛ فتكيل له الغرامة تلو الغرامة؟!! فهل ترى بضع "سنتيمترات" وتتعامى عن عشرات الأمتار..؟!! وهل تحاسب على اليسير وتترك الكثير..؟!! وهل يصدق القول بأن نفوذ أصحاب هذه المجمعات أكبر من سلطة البلدية؟!!!! أم هل صحيح أن البعض قد قبض ثمن هذا السكوت..؟!! فصار التعدي مشروعًا، أو من باب الضرورات..؟!!!!
كل هذا يعيدنا إلى السؤال الأهم: الشارع ملك مَنْ..؟!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org