"السمن البري".. الطبق الشعبي الرمضاني المفضل لأغلب محافظات الرياض

مصدر رزق لكثير من الأسر وتقديمه للضيوف يرمز للكرم الكبير.. و"سبق" ترصد
"السمن البري".. الطبق الشعبي الرمضاني المفضل لأغلب محافظات الرياض

يحظى السمن البري أو سمن الضأن بشعبية كبيرة في منطقة الرياض ومحافظاتها، حيث يرتفع الطلب عليه خاصة في شهر رمضان لأنه يعتبر من الوجبات التي لا تخلو منها سفر طعام الإفطار في أغلب المنازل. 

 

ومن بين محافظات الرياض تعتبر محافظة عفيف، ذات علامة فارقة في صناعة وتسويق هذه المادة المتوارثة من الأجيال، والتي تقام لها في أغلب الأعوام مزادات ومهرجان "السمن البري" يستقطب في كل مرة محبي وتجار السمن من شتى المناطق المجاورة. 

 

"سبق" تجولت في سوق السمن بعفيف، حيث كان في استقبالنا إحدى المسوقات والتي تدعى "أم صالح" حيث تتربع في طرف هذا المزاد يومياً وقد استقبلت الشمس، وترمي بما جاد به قطيع المواشي التي ترعاها من سمن وأقط أو ما يسمى "بالبقل والمضير" على بساط من حصير انتظاراً لزبائن هذه المادة الدسمة "السمن البري"، التي تحظى بشعبية كبيرة بين أغلب أبناء المملكة وترمز للأصالة في الكرم وتقدير الضيوف عند تقديمها لهم، وكي تظفر هي بشيء من المال يساعدها على تحمل تكاليف الحياة اليومية لها ولأسرتها.

 

رحلة السمن

تقول الجدة أم صالح لـ "سبق" يبدأ عمل أصحاب الأغنام كل يوم في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس في استخلاص ما جادت به أضرعها من حليب والتي تعتبر المحطة الأولى لعمليات إنتاج السمن بعد استخلاص الزبدة (الدسم) من الحليب بواسطة رجه يدويا أو أوتوماتيكيا بما يعرف بـ "الخضاضة" بعد تخميره بطريقة خاصة، ثم تؤخذ منه الزبدة وتصهر على النار حتى ينتج منها السمن وكذلك يصنع الأقط بغلي الحليب على النار حتى يتكتل ثم تصنع منه قطع الأقط أو البقل لتستخدم جميها للأسرة أو تعرض للبيع في السوق بسعر يتراوح بين ١١٠ حتى ١٣٠ ريالاً للكيلو، ولكيس الأقط ٢٥ ريالاً".

 

سوق السمن والأقط

أسهم وقوع محافظة عفيف على طريق الرياض مكة المكرمة (القديم) في ازدهار الحركة التجارية فيها ولعل أقدم الأسواق التجارية التي ما زالت متمسكة بتوهجها حتى الآن سوق السمن، أو سوق الجمعة، مع أن تجارته أصبحت مقتصرة على تسويق ما تنتجه البادية من مواشيهم كالسمن والأقط بالإضافة لبعض الحرف اليدوية الجلدية المدبوغة الخاصة بحفظ حليب المواشي والتي تعرف عند العامة بـ "السعن" حيث تستخدم في حفظ السمن وتعرف هي الأخرى عند العامة بـ "العكة" وغيرها من المنتجات الخفيفة الأخرى إلا أن البضاعة الغالبة في السوق هي السمن والأقط.

 

الجلابة في السوق

يعتبر هذا السوق الذي تجاوز عمره الثلاثة عقود واتخذ من باحة ملاصقة لأحد الجوامع منذ عشر سنوات مقراً له بعد أن كان متنقلاً، رمزا للجودة في السمن البري خاصة، حيث إن أغلب المستهلكين لا يشترون السمن الضأني والأقط إلا من هذا السوق الذي يزدهر بالحركة التجارية كل جمعة وهو اليوم الذي يأتي فيه – في هذا السوق- الباعة أو ما يسمون عند العامة بالجلابة من أطراف المحافظة ومن البادية محملين بالسمن الضأني والاقط والدخن، وأغلب الباعة من النساء كبيرات السن وينعدم فيه التنظيم فالبيع يتم إما تحت مظلات بسيطة أو في أحواض السيارات وهؤلاء الباعة يسمون عند العامة بالجلابة.

 

 مصدر رزق يشوهه الدخلاء

تذكر هنا أم ضيف الله وهي إحدى بائعات السوق أن البيع في السوق في السنوات الأخيرة لم يعد مقتصرا على يوم الجمعة كالسابق، بل أصبح ممتدا طوال أيام الأسبوع ولكن بشكل خفيف ويكون في قمة نشاطه بعد صلاة الجمعة في كل أسبوع. وتقول إن السوق هي مصدر رزق لها ولكثير من النساء، ينفقن منه على أولادهن مما يبعنه من منتجات شعبية لا يستغني عنها أغلب السكان.

 

وفي هذا السياق تضيف أم صالح بأن هناك بعض الدخلاء في السوق ممن لا ذمة لهم يقومون بخلط السمن البري بالزيوت لزيادة كميته، وطمعاً في الربح المادي، ولكنهم محدودون وبضاعتهم وغشهم مكشوف عند أغلب المتسوقين وما يلبثون إلا أن يغادروا بها إلا ما يبيعونه على من يجهل طعم ورائحة السمن البري النقي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org