السفير السعودي في العراق لـ"سبق": إيران زرعت في 13 عاماً كل ما يفرّق ويشتت العراقيين طائفياً وعِرقياً.. والسعودية تحاول إنقاذه

قال: المشهد السياسي في بغداد "ضبابي" وخلافات بارزة وحراك شعبي متنامٍ
السفير السعودي في العراق لـ"سبق": إيران زرعت في 13 عاماً كل ما يفرّق ويشتت العراقيين طائفياً وعِرقياً.. والسعودية تحاول إنقاذه

- مجازر "الفلوجة" واستخدام صور الإرهابيين السعوديين في المعارك كشف حقيقة "الحشد الشعبي".
 
- الاستقبالات الشعبية والترحيبية والتواصل مع المرجعيات الدينية فضح كذبهم وتدليسهم الذي أشاعوه عن مملكة الخير والإنسانية.
 
- لهذه الأسباب حطّم نصف مليون إيراني وأفغاني المنفَذ الحدودي ودخلوا العراق بالقوة.. ولم يحاسبوا.
 
- بسبب "تجاوز الحدود" لا يزال سعوديون في السجون العراقية منذ سنوات برغم انتهاء محكوميتهم.
 
- التدخلات السياسية والإدارية منعت توزيع المساعدات السعودية على العراقيين في "الأنبار".
 
- الشارع العراقي لا يثق في السياسيين العراقيين فهو بلد عطاء وعلم وتاريخ وحاله الآن لا تسر إلا العدو فقط.
 
- الإعلام العراقي لا يبرز المساعدات السعودية المقدمة للشعب العراقي؛ لأن الكثير منه قنوات تحريضية.
 
- الوقت مناسب الآن لبناء علاقات استراتيجية بين العراق ودول الخليج العربي.

 

اجرى الحوار / شقران الرشيدي-حامد العلي-"لقاءات رمضانية"- سبق- الرياض- الدمام: يقول السفير السعودي في العراق ثامر السبهان: "المشهد السياسي حالياً في العراق فيه أجواء ضبابية وخلافات بارزة؛ خاصة في ظل الحراك الشعبي المتنامي ضد ما يحدث في الأمن والاقتصاد والسياسة"؛ مؤكداً في حواره مع "سبق" أن المعوقات التي واجهت المساعدات السعودية -المقدمة للشعب العراقي- إدارية، ولا تخلو من التدخلات السياسية.
 
وأوضح أن إيران زرعت خلال ١٣ عاماً من التدخل المباشر في الشأن العراقي، كل ما يفرّق ويشتت ويُبعد العراقيين عن بعضهم طائفياً وعرقياً، والسعودية تحاول إنقاذ وحدته ونبذ الطائفية المقيتة.
 
وعن السجناء السعوديين في العراق، قال: "تمت زيارة بعض السجون العراقية، والالتقاء بالسجناء السعوديين، وأوضاعهم مقبولة، ونعمل مع الإخوة في العراق على إغلاق هذا الملف نهائياً".
 
وبيّن أن الوقت مناسب جداً للعمل على بناء علاقات استراتيجية خليجية عراقية.
 
وتحدّث عن حقيقة تحطيم نصف مليون إيراني وأفغاني المنفَذَ الحدودي ودخولهم العراق دون وثائق وبلا محاسبة؛ في حين لا يزال بعض السعوديين في السجون العراقية برغم انقضاء محكوميتهم؛ بسبب "تجاوزهم الحدود الجغرافية".
 
هذا ويتناول الحوار عدداً من المحاور السياسية والدبلوماسية؛ المهمة فإلى تفاصيله..
 
المشهد العراقي
** كيف تصف المشهد السياسي العراقي حالياً؟
المشهد السياسي حالياً في العراق فيه أجواء ضبابية، وخلافات بارزة؛ خاصة في ظل الحراك الشعبي المتنامي ضد ما يحدث في الأمن والاقتصاد والسياسة، وعدم وجود خطة عمل مدعومة من جميع مكونات العملية السياسية.
 
المساعدات السعودية
** برغم المحاولات التي تبذلها السفارة السعودية؛ إلا أن الحكومة العراقية أعاقت توزيع المساعدات التي أمر بها خادم الحرمين للنازحين في "الأنبار". هل الأسباب إدارية أم سياسية؟
بالنسبة للمعوقات التي واجهت المساعدات السعودية فهي إدارية، ولا تخلو من التدخلات السياسية؛ لكن في النهاية كان لتدخل رئيس الحكومة المباشر حل لهذا الأمر.
 
هجمة إعلامية
** ما سبب تعرضك لهجمة إعلامية إيرانية "شرسة"، عند تعيينك كسفير دائم للمملكة في بغداد منذ انقطاع العلاقات الثنائية بين البلدين عام 1990م؟
الحملة الإيرانية التي تشنها معروفة الأهداف والنوايا؛ فخلال ١٣ عاماً من التدخل المباشر في الشأن العراقي، زرعت من خلاله كل ما يفرّق ويشتت ويبعد العراقيين عن بعضهم طائفياً وعرقياً، في تعمل منذ ذلك الحين على أسلوب ممنهج لتفتيت العراق وتدميره، وبدخول المملكة للساحة العراقية؛ تَلَقّت إيران وأتباعها ضربات موجعة من استقبالات شعبية ترحيبية، وكذلك تَوَاصُل مع المرجعيات الدينية، والمملكة تعمل باتجاه معاكس كلياً للتوجة الإيراني؛ فتدعو لوحدة العراق واللحمة الوطنية، ونبذ الطائفية المقيتة، وتوحيد الصف، ولم تقدم سوى الخير..، وهذا يكشف إيران وأدواتها أمام المجتمع العراقي الكبير، ويفضح كذبهم وتدليسهم الذي أشاعوه عن مملكة الخير والإنسانية.
 
خلفية عسكرية
** تُعَد من أوائل السفراء السعوديين الذين يأتون من خلفيات عسكرية؛ حيث كنت ملحقاً عسكرياً في لبنان، وقائداً عسكرياً في القوات السعودية. ما الفِرَق بين سفير يحمل تاريخاً دبلوماسياً وآخر عسكرياً؟
الجميع من مدنيين وعسكريين هدفهم خدمة الدين والملك والوطن، وما يميز مَن يملك خلفية عسكرية إذا كانت مزودة بالعلم والخبرات الأمنية؛ هو قدرته على العمل بمختلف الظروف الأمنية والسياسية، ولديه قدرة على التحليل السريع واختيار القرار في مختلف الظروف، وهذا ما تُعَلّمه الدورات العليا في المجال العسكري، وأيضاً علم الاستراتيجيات هو أساساً من العلوم العسكرية.
 
ومن خلال التاريخ الحديث، برز ساسة كثر من خلفيات عسكرية وأخرى مدنية؛ فالتوفيق والنجاح أولاً وأخيراً من الله.
 
السجناء السعوديون
** ما مصير السجناء السعوديين في العراق؟ وهل ستتم إعادة محاكمتهم أو تسليمهم للرياض؟
تمّت زيارة بعض السجون العراقية، والالتقاء بالسجناء السعوديين، وأوضاعهم مقبولة، وتم إحراز تقدم جيد في هذا الملف، ونطمح للمزيد من التعاون والعمل مع الإخوة في العراق لإغلاق هذا الملف نهائياً؛ لا سيما بوجود اتفاقات موقّعة بين البلدين الشقيقين، وننتظر الموافقات العراقية على هذا الأمر.
 
أغلى وسام
** أثناء خدمتك العسكرية الحافلة نِلْتَ وسام "تحرير الكويت"، ووسام "عاصفة الصحراء"، ووسام "الامتياز والجدارة" من وزارة الدفاع الأمريكية.. ما هو أغلى وسام حصلت عليه؟
أغلى وسام هو ثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين وتعيينه لي سفيراً موفوضاً فوق العادة في العراق.
 
تصريحات مثيرة
** لماذا تثير تصريحاتك دائماً حالة من الجدل بين بعض الطيف السياسي في العراق؟
 
في الإمكان قياس هذا الأمر؛ من خلال متابعة معارك الفلوجة، ومطالبات البرلمانيين الإيرانيين بإبعادي عن العراق.
 
استفزاز
** قال مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات علي يونسي: "العراق عاصمة الإمبراطورية الفارسية".. لماذا لم يعترض أحد على مثل التصريحات الإيرانية الاستفزازية؟
لا تعليق، وسمعنا أيضاً ورأينا أن هناك نصف مليون إيراني، وأفغاني حطموا المنفذ الحدودي ودخلوا للعراق بالقوة وبدون وثائق، ولم تتم أي محاسبات لهم؛ بينما هناك سعوديين يقضون أحكاماً قضائية بسبب تجاوز الحدود، وانتهت محكومياتهم منذ سنوات، وما زالوا في السجون.
 
الحشد الشعبي
** إلى أي مدى تؤجج حالياً ميليشيات "الحشد الشعبي" المدعومة من إيران التوتر الطائفي في العراق؟ وهل هي متورطة في مجازر ضد السنة؛ كما يتردد؟
بالتأكيد هي تؤجج الطائفية في المنطقة كلها، وليس في العراق، والأمثلة كثيرة خاصة فيما حدث ويحدث في الفلوجة، واستخدامهم لصور شخصيات إرهابية سعودية، وتحدثهم بعبارات عدائية للمملكة ودول الخليج العربي؛ أما المجازر والانتهاكات فالحكومة العراقية أقرت بها.
 
القوى السياسية
** من هي أكبر القوى السياسية والشخصيات العراقية المعروفة على الساحة السياسية العراقية حالياً، والتي تحظى بقبول المجتمع العراقي؟
من خلال ما أرى فإن الشارع العراقي حالياً افتقد الثقة في السياسيين لأن العراق بلد الخير والنماء والعطاء والعلم، ومركز التاريخ والثقافة يمر بظروف لا تسر إلا العدو فقط.
 
علاقة استراتيجية
** مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي أكد أن المملكة إحدى دول الجوار الأساسية، ويتطلع لدور أكثر إيجابية.. فكيف يمكن بناء علاقات استراتيجية بين السعودية والعراق في مختلف؟
أعتقد أن الوقت مناسب جداً للعمل على بناء علاقات استراتيجية خليجية عراقية، والعراق من بلدان الخليج العربي، ونتشارك معه في التاريخ والامتداد الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي.. وسيدي خادم الحرمين دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي لزيارة المملكة وتوطيد العلاقات بين البلدين.
 
الإعلام العراقي
** قدّمت السعودية مساعدة للعراق بمبلغ 500 مليون دولار ضمن برامج الأمم المتحدة، لماذا لا يبرز ذلك في وسائل الإعلام العراقية؟
مع الأسف فإن الإعلام العراقي، والكثير من قنواته تدور في فلك آخر لا يرحّب بأي أعمال خير تقوم بها المملكة؛ بل هو إعلام تحريضي ضد المملكة؛ لكن شمس الخير لا يمكن لأصابع الحقد أن تحجبها، والمملكة تعمل من أجل دينها الإسلامي وعروبتها، ولا يهمها غير ذلك، ولا تعمل من أجل إعلام وغيره.
 
مستقبل العراق
** كيف ترى مستقبل العراق والعراقيين؟
أعتقد أن مَن يعمل سفيراً في أي بلد يجب أن يهتم، ويحب البلد الذي يعمل فيه؛ خاصة إذا كان محملاً برسالة من ولاة الأمر. وفي هذا الشأن أعتبر العراق كالمملكة، وأن أكون ناصحاً وأميناً لما فيه خير العراق والعراقيين ووحدتهم وقوتهم، ومن هذا المنطلق فأنا أتحدث بصدق وشفافية، ولا تهمني إلا مصلحة العراق، وليس المكونات أو الأحزاب أو غيرها.
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org