الرياضة النسائية.. (فتَّحِي يا وردة.. سَكِّري يا وردة)

الرياضة النسائية.. (فتَّحِي يا وردة.. سَكِّري يا وردة)

استبشر الكثير من بناتنا وأخواتنا الطالبات أخيرًا بعد صدور قرار وزارة التعليم، وموافقتها على مزاولة الرياضة النسائية في مدارس التعليم العام؛ إذ حسم معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى جدلاً، استمر أكثر من عشر سنوات؛ إذ أصدر قراره "التاريخي" بتطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات بدءًا من العام الدراسي الحالي (1439/ 1440هـ). وهذا "القرار" سيخلده التاريخ لمعالي الوزير العيسى؛ إذ جاء مواكبًا لتطلعات المجتمع السعودي، ومحققًا لأهداف "رؤية السعودية 2030" فيما يتعلق برفع نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع.

بداية.. لا يخفى على أي متعلم أهمية الرياضة لتحقيق الصحة البدنية؛ وبالتالي النفسية والاجتماعية. ولا تختلف الحاجة إلى الرياضة والصحة البدنية بين الذكور والإناث. كما تسهم الرياضة في تحقيق أهداف تربوية أخرى، مثل تعلُّم العمل ضمن روح الفريق الواحد، والمنافسة الإيجابية، والثقة بالنفس.. وغيرها.

لذا يجب أن نركز على كيفية تطبيق هذا القرار بالطريقة الصحيحة، وأن يكون هناك "مقرر" في المنهج لحصة "التربية البدنية للبنات" مع إمكانية تطبيقه في جميع المدارس (الحكومية والمستأجرة) دون استثناء، وألا نتركه للحلول الفردية، تتلاطمه أمواج "أمزجة" المعلمات. كذلك يجب على الوزارة أن تعمل على إضافة درجة "التربية البدنية" إلى المجموع العام للشهادة الدراسية للطالبات، التي ستُسهم مباشرة في زيادة الاهتمام بها من قِبلهن؛ وذلك أن تنشئة الطالبات منذ الصغر على ممارسة الرياضة أمر قد يسهم في التخفيف من كلفة معالجة السمنة لاحقًا.

لأننا نخشى أن تصل بهن الحال بحصة "التربية البدنية" إلى ما وصل إليها الحال (وحصل) لأغلب أبنائنا الطلاب بحصتهم المسماة بـ"التربية البدنية"، التي ليس لها من اسمها نصيب من التربية ولا البدن؛ لأنها لم تأخذ من اسم "التربية البدنية" إلا لعبة كرة القدم فقط؛ إذ اقتصرت "الحصة" في أغلب مدارس البنين على لعبة كرة القدم "طقها.. وألحقها".. وهذا - للأسف الشديد - ما يفعله ويقوم به أغلب معلمي "التربية البدنية" في إدارة حصة الرياضة في مدارس التعليم العام؛ إذ يرمي لهم الكرة "الطابة" في ساحة (ملعب) المدرسة - إذا كان هناك ملعب - ثم يأمر عريف الفصل (كبيرهم الذي علمه تفريق طلاب الفصل إلى مجموعتين) بأن يقوم بإحضار الكرة "الطابة" لغرفة "التربية البدنية" بعد نهاية الحصة؟! دون أن يشرف عليهم؟! أو يوجههم!! أو يشرح لهم بعض التعديلات الجديدة في قانون لعبة "كرة القدم"! وفضلاً عن ذلك، فإن بعض معلمي "التربية البدنية" لم يقم يومًا (ما) طيلة سنوات مهنته بتخصيص حصة واحدة في الشهر أو الفصل الدراسي، تكون خاصة بشرح بعض قوانين الألعاب الأخرى، وتدريب الطلاب عليها، وتطبيقها على أرض الواقع "الملعب"، مثل: قوانين الكرة الطائرة، السلة، اليد.. التي يجهل الكثير من أبنائنا قوانينها (علمًا بأن الطلاب اكتسبوا معرفة قانون كرة القدم من الشارع والإعلام الرياضي!!)، إضافة إلى تجاهل أغلب المعلمين تخصيص حصة خاصة بالثقافة الصحية والغذاء السليم، والتمارين (السويدية) الجمباز.. وثقافة التطوع (خدمة المجتمع).

لذا أعود إلى القول: إنه إذا "تُرك الحبل على الغارب" في تطبيق برنامج "التربية البدنية للبنات" فإن الحصة ستتحول وستقتصر على لعبة "فَتَّحِي يا وردة.. سَكِّري يا وردة"، وهي لمن لا يعرفها لعبة قديمة، كانت بناتنا "جيل الطيبات" في طفولتهن يلعبنها، وهي عبارة عن مجموعة من البنات، يمسكن أيدي بعضهن، ويشكِّلن بها دائرة، وهن متشابكات الأيدي، ثم يرددن بصوت واحد بعد أن يرفعن أيديهن للأعلى "فَتَّحي يا وردة".. ثم بعدها يقمن بإعادة أيديهن للأسفل ويتحركن باتجاه مركز الدائرة؛ لينضم بعضهن لبعض، وبصوت واحد يرددن "سَكِّري يا وردة"، أي "أغلقي يا وردة".

ختامًا.. يجب زيادة مستويات ممارسة الرياضة في مدارسنا، التي تتطلب تغيير الإدراكات الذهنية للنشاط البدني في المدارس. كما يجب على الوزارة تأمين الأدوات الرياضية اللازمة، مع عمل دورات "قصيرة" لمعلمي ومعلمات التربية البدنية؛ ليصبحوا أكثر اهتمامًا بفوائد ومكاسب أسلوب الحياة الأكثر صحة ونشاطًا؛ إذ إن تحليل الرياضة المدرسية أظهر تدني العادات الرياضية بين الطلاب بصورة واضحة؛ فهي لا تشكِّل أولوية بالنسبة لهم، ولا بالنسبة لأولياء أمورهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org