"الرقيبة" يحذِّر الشباب من مشاريع "القص واللصق" و"تجار الورثة"

قال إن بنك التسليف يعاني العزوف.. وامتدح عقوبة "التحرش الجنسي"
"الرقيبة" يحذِّر الشباب من مشاريع "القص واللصق" و"تجار الورثة"

 أبدى رجل الأعمال منصور الرقيبة أسفه من عزوف الشباب عن الاقتراض من البنك السعودي للتسليف؛ لإنشاء مشاريع صغيرة، تدر عليهم الملايين، محذرًا في الوقت ذاته من الانسياق خلف وصايا "تجار الورثة"، الذين ورثوا "الراحلين" دون عناء، كما تذمر من أفكار "القص واللصق" المكررة، التي قد لا تستمر، مثل محال "الهمبورجر" المنتشرة دون تخطيط.
 
 وأشار إلى أن شباب السعودية يملكون عقولاً توازي البترول، لكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء التجارب واستعراض الفرص الاقتصادية في ظل توجُّه الدولة لتسهيلات الاستثمار، وفتح قنوات الادخار.. مبينًا أن الأزمات تصنع الثروات.
 
 وقال "الرقيبة" أثناء رواية قصة نجاحه أمام شباب منطقة القصيم في "لقاء الخميس" للناجحين، الذي أُقيم على مسارح مدينة الملك عبدالله الرياضية ببريدة: إن النجاح لا يأتي إلا بعد الفشل، ومرارة التجارب.. والفرصة الآن باتت بين أيديهم؛ فالدولة أعلنت "ربط الأحزمة"؛ ليعتمد الشباب على أنفسهم في ابتكار الأفكار المتجددة، والعمل على الكسب والإنتاجية.
 
وكشف الضيف - وهو "صانع محتوى" على منصة "السناب شات" - أنه بدأ حياته موظفًا حكوميًّا، غير أن ديونًا بـ350 ألف ريال قادته إلى ترك وظيفته، والتوجه للاستدانة والتجارة. مستذكرًا أصدقاءه وهم يصفونه بالـ"مشؤوم" وغير المحظوظ، قبل أن يتغلب على ذاته، ويمتلك خمس جهات في قطاع الأعمال، هي مراكز للأسنان والجلدية، ومركز متخصص في العقم والمساعدة على الإنجاب، ومركز للمرافق الرياضية و"الإنجيلة" ومضامير المشي، ومركز للإعاشة في القطاعَيْن الحكومي والخاص، وكذلك شركة للعقارات خارج السعودية.
 
 واستعرض منصور الرقيبة للشباب والشابات الفرص الوظيفية التي من الممكن أن تدر عليهم ملايين الريالات، وهي مختطفة الآن من قِبل غير السعوديين، مثل التدريس الخصوصي في السعودية؛ إذ بإمكان المعلم أو المعلمة فتح منزلَيْهما لاستقبال الطلاب، مستشهدًا بقصة شاب في بريدة، اسمه "رائد اليحيى"، أعلن رغبته في تدريس اللغة الإنجليزية، وبدأ الإقبال عليه، ونجح في توفير دخل شهري، تجاوز 13400 ريال.
 
 كما استعرض مهنة أخرى، هي "الميك أب" للفتيات والسيدات، قائلاً: في السعودية أكثر من مليون امرأة، تدفع 2500 ريال للمشاغل و"تاجرات الشنطة"، اللاتي يزرن البيوت، بمعنى أن 18 مليار ريال تذهب هناك، ثم تهاجر تلك الأموال خارج البلاد. كاشفًا أنه تقدَّم بدراسة لوزارة العمل لتجهيز مراكز تدريب الفتيات في مختلف مناطق السعودية؛ حتى يعملن بأنفسهن في محيطهن الأسري، أو فتح مشاغل للعمل بها، ووافقت "العمل"، وينتظر منهم الضوء الأخضر.
 
 وكرر "الرقيبة" كثيرًا قوله "الدنيا فيها خير، وليس هناك أجمل من القوة في محيطك، فقط أعطوا أنفسكم الفرص، حاربوا الفشل، ولا تنظروا للمهبطين.. تذكروا أنكم في وطن مليء بالخيرات، وسوقه واعدة، وحكومته شبابية، تنظر للمستقبل من خلال تنويع الفرص.. افعلوا أسباب النجاح، كلامي ليس تنظيرًا، أنا حاولت وفشلت، ثم حاولت ونجحت، والآن أخدم نفسي وأسرتي ووطني بمشاريعي التجارية".
 
 ووجَّه رسالة "اقتصادية" بضرورة الترشيد في الإنفاق على الكماليات، وإدارة الراتب، وتثقيف الأسرة بتقنين الاستهلاك، وعدم التبذير؛ لأن تلك هي أساسيات الادخار والحياة الكريمة، ومن لديه فكرة عظيمة، ولا يستطيع تنفيذها، فليقدمها لرجال الأعمال، وسترى النور، ويستفيد الطرفان.
 
 وبيَّن رجل الأعمال "الرقيبة" أن بنك التسليف يعاني عزوف الشباب عن الاقتراض وإنشاء المشاريع، مشيرًا إلى أن هناك شحًّا في الأفكار الجديدة؛ ودليل ذلك محال "الهمبورجر"، و"الكافيهات"، التي تملأ الشوارع، وكلها مشاريع "قص ولصق"، لا تحمل في الغالب أي جدوى اقتصادية، وما هي إلا تقليد للآخرين؛ وبالتالي لا تخدم اقتصاديات الفرد والوطن، وربما عمرها قصير، وقريب من الفشل.
 
 وعن حكاية "تجار الورثة" التي أشعل فتيلها بصراحته ووطنيته وغيرته على الشباب، قال: "كنت في لقاء تلفزيوني، وذكرت أن هناك في قطاع الأعمال من يسمون بـ(تجار الورثة).. هؤلاء ورثوا الملايين من آبائهم التجار، وهذا ليس عيبًا، ولكنَّ هؤلاء يغررون بشبابنا في السوق، ويزجون بهم في قطاع الأعمال دون رسم خطط أو نصائح، فقط يرددون (أطلق العملاق الذي بداخلك)، ثم ينسحبون عنهم وهم في بحر الديون والسجون.. فلا أرضى ذلك لشباب وطني، وأنا أخطأت في التعميم، واعتذرت".
 
 وفي أثناء اللقاء، الذي أداره المذيع الصاعد الشاب "مساعد الصقعبي"، تحدث "الرقيبة" عن اقتحامه "السناب شات" قائلاً: دخلت السناب بمحض المصادفة، وكنت من بين الـ10  % الذين يقدمون محتوى مفيدًا بعيدًا عن جَلْد الذات، والناس ليسوا بحاجة إلى الانتقاد؛ هم يريدون من يزرع لهم الابتسامة، ويضيء في طريقهم الشموع.. وأنا وضعت نفسي في تلك الخانة، ولدي فكرة جديدة لتثقيف وتحذير الناس من خطر وضع محتوى غير أخلاقي منافٍ للدين والآداب العامة في وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ تعمل وزارة الداخلية على محاربة المتحرشين جنسيًّا من خلال الإنترنت، وهناك عقوبات لـ"الريتويت"، تصل للسجن ثلاث سنوات، والجَلْد كذلك، وهي عقوبات حازمة، وأرى أن إعلانها وتوضيحها جزءٌ من مسؤوليتي تجاه مجتمعي ووطني.
 
 من جانبه، قدَّم منصور بن عبدالرحمن البطي، الأمين العام لـ"لقاء الخميس"، شكره لأمير منطقة القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، على دعمه المتواصل للشباب، وقربه منهم، كما شكر مدير مكتب الهيئة العامة للرياضة بمنطقة القصيم عبدالعزيز السناني على مساهمته في إنجاح اللقاء الشبابي، من خلال الاستضافة وتقديم التسهيلات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org