"الذيابي" يفكّك "لوغاريتمات تطهير قطر": اليوم "عربات جنود أردوغان" وغداً "خامنئي"!

تساءل عن "ألسن قذرة" و"رؤوس ثلاث": هل يُعقل أن توجّه قيادتهم الأمن باحتضان الإرهاب؟
"الذيابي" يفكّك "لوغاريتمات تطهير قطر": اليوم "عربات جنود أردوغان" وغداً "خامنئي"!

وضع الكاتب والمحلل السياسي، جميل الذيابي، قضية قطر والإرهاب، في إطار متسلسل كشَف فيه عن العديد من المعادلات التي شكّلت وجهة "الدوحة" الإجرامية التي تخالف المشهد العام الخليجي والعربي المواجه للإرهاب؛ محرراً مصطلحات عدة تكشف حجم المأساة التي يعيشها القطريون؛ في ظل قيادتهم التي تتمدد ناحية إيران تارة، وتركيا تارة أخرى، أو الاثنين معاً؛ مفككاً لوغاريتمات "الرؤووس الثلاث"، و"الألسن القذرة" و"المعادلة الصفرية"، و"تطهير قطر"، وغيرها.

وتفصيلاً، قال "الزيابي" في مقاله، اليوم، بصحيفة "عكاظ" تحت عنوان "الحمدين.. وتطهير قطر!": "لو تأمل القطريون جيداً في ما تطلبه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب؛ لوجدوا أن ليس هناك ما ينتقص من سيادتها، بقدر ما يحافظ على أمنها واستقرارها ومصالحها ومكتسبات شعبها، بعيداً عن العنتريات والشعارات الفارغة التي ستعود عليها بالويلات؛ فالعيب -كل العيب- أن تتمسك بالارتماء في أحضان الكذبة الطامعين، والحاقدين، والمنافقين، والإرهابيين، وسفاكي الدماء".

وأضاف رئيس تحرير "عكاظ": "المطلوب منها ببساطة أن تتعامل بشفافية وصدقية مع الأشقاء الخليجيين والعرب الذين تتأذى بلدانهم من تلك السياسات القطرية "العبثية الإجرامية" التي قامت على الحقد والكراهية، وليس من حل إلا التراجع الصادق عن تلك السلوكيات المرفوضة، وتصفير المشكلات مع جيرانها وأشقائها والاعتذار علانية".

وتابع: "هل يُعقل في أي بلد في العالم أن تكون تعليمات القيادة العليا للأجهزة الحكومية والأمنية هي احتضان الإرهاب، ودعم المتطرفين، وإيواء القتلة، وحماية مَن يموّلون جماعات الإرهاب والتفجير والتفخيخ؟ هل تعتقد القيادة القطرية أن وفرة "البترودولارات" في خزانتها ستغيّر قناعات تلك الدول لغض الطرف عن صنائعها وخططها المؤذية التي تستهدفهم؛ حتى وإن استقوت بقاعدة العديد الأمريكية أو غيرها من جند الترك؟".

وأوضح: "عدم تغير السلوك القطري يعني استمرار التعنت والتمترس وراء العقلية «الشريرة» المفضوحة، التي لم يعد لها وجود، طالما الدول المقاطعة لديها إثباتات وأدلة على تلك المراهقات السياسية التي تجنح إلى الفوضى والخراب والتدمير في الدول الشقيقة".

وزاد: "حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيراً عن أنه لو تَقَرّر سحب قاعدة العديد من قطر؛ فإن عشرات الدول سترحّب باستضافتها، ولو حدث ذلك فستعرف قطر أنها تخسر على الرغم من أنها تملك ما كانت تعتبره ورقة رابحة؛ لأن جميع المواثيق الدولية والقطرية تمنع دعم الإرهاب وتمويله وحماية الممولين له؛ وهو المسلك الذي تأذت منه السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، ودول أخرى، وباتت تعتبره تهديداً لاستقرارها وأمنها القومي.. ومن هنا جاء قرار قطع العلاقات مع قطر، وما صاحَبَه من إجراءات تشمل إغلاق المنافذ البرية، وإغلاق المجالات الجوية للدول الأربع في وجه الطيران القطري كحق سيادي".

وبيّن: "حرصت الدول الأربع، والدول الخليجية الثلاث بصفة خاصة، على التشديد على أن الشعب القطري ليس مستهدفاً، وأن لا شيء لديها ضد القطريين؛ بل صدرت قرارات سعودية وإماراتية وبحرينية على أعلى المستويات في شأن الأسر المشتركة، ولا بد أن يعرف الشعب القطري الشقيق أن سياسات قيادته وحكومة بلاده المهددة للاستقرار هي السبب؛ وأنه ليس مقبولاً بتاتاً حملات التشويه، وتزييف التاريخ، وإطلاق الإعلام المقيت الباحث عن صنبور «البترودولار». فجميعهم سينهارون ويعلنون إفلاسهم؛ لأن الحقائق تهزم الأباطيل، ولن يحقق المبتزون أية نتيجة طالما كانوا مرتزقة أوباشاً يلهثون وراء المال، وتتحول خبراتهم من طلاب وظائف ومستشارين إلى ألسن قذرة، وأقلام أشد قذارة".

واستطرد: "لقد فشل الإعلام القطري ومسألة «التدويل» للأزمة على المستوى الدبلوماسي؛ لأن المقاطعين لقطر شددوا على الحل في إطار البيت الخليجي، مع الاحتفاظ بإجراءاتهم السيادية وفق القوانين الدولية"، وقد رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التدخل، وفشلت وساطات كل الموفدين الأجانب وفي مقدمهم رؤساء الدبلوماسية الأمريكي ريكس تيلرسون، والفرنسي جان إيف لودريان، والبريطاني بوريس جونسون؛ لأن الدول الأربع تمسكت بأنها لن تقبل بديلاً عن وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وبأنها لن ترتضي حلاً غير الاحتكام إلى اتفاق الرياض وملاحقه التكميلية وآلياته التي وقّع عليها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إضافة إلى المبادئ الستة".

ونوّه بالحكمة الشعبية التي تقول إن الرجل يؤخذ بلسانه، بكلمته وعهده وموثقه؛ لذلك لم تكن ثمة مغالاة في ما يُعرف بـ«المطالب والشروط» التي لم تعد مطروحة على الطاولة بعد الرد القطري الرافض، وليست هناك مغالاة في المبادئ الستة التي تَضَمّنها بيان الدول الأربع في القاهرة عقب الرد القطري الشكلي السلبي.

وفصّل: "في سجل القيادة القطرية ذات الرؤوس الثلاثة: هناك أمير معلن؛ لكن السياسة والصفقات تحت سلطة «الحمدين»، يمارسانها من وراء ستار؛ لكنهما لا يعرفان أنها لعبة غدت مكشوفة للعالم أجمع، وليس للجيران الخليجيين فقط، اليوم نتفرج على عربات الجنود الأتراك وصور أردوغان، وغداً ربما تعلق صور علي خامنئي على لوحات الإعلانات في تقاطعات شوارع الدوحة، وسيذكر التاريخ في الوقت نفسه أن الشقيق الحقيقي الذي ساند وأعان هو السعودية؛ فقد وقف الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز لتحرير الكويت، ووقف الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لوقف التمرد الإيراني في البحرين، وتصدى الملك سلمان بن عبدالعزيز بكل حزم لاعتداءات أذناب إيران الحوثيين في اليمن، ولو دارت الدوائر على قطر ستجد أول مَن يقف دفاعاً عنها هي السعودية ودول الخليج العربية!".

واسترسل: "ألم يسأل القطريون (القيادة والشعب) أنفسهم: لماذا هذه الهرولة الإيرانية، والركض التركي صوب بلادهم؟ هل سيغدق أولئك العطايا على قطر من أجل سواد عيون قادة قطر؟ أم أن الحضور والإطلالة على الخليج هو الهدف؟ الأكيد أن القيادة القطرية ذات الرؤوس الثلاثة تتردى، وتسقط من مستنقع إلى آخر، وانفضحت تناقضاتها ومواقفها السيئة، وقد حان الوقت لـ"تطهير قطر" من الكذَبة والحاقدين والإرهابيين؛ حتى تكون ثمة بيئة قادرة على التفاعل الإيجابي مع متطلبات الأُخُوّة وحسن الجوار، والتزام المواثيق والعهود، وتلبية مطالب محقة لا لبس فيها في ظل الحرائق المشتعلة في أرجاء المنطقة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org