البنات وسناب شات

البنات وسناب شات

نورة أعطاها زوجها هدية .. وهند اشترت كنبًا جديدًا .. وحصة في السوق تحلق شعر ابنها .. وسامية في المستشفى لأن أصبعها فيه جرح .. ومريم طبخت اليوم طبخة جديدة .. وبنت عم مريم انخطبت .. وسارة في البيت طفشانة .. أما نوف فهي مسافرة مع كل العائلة.

تشعر للوهلة الأولى بأنها معلومات تافهة ومجهولة وليس لها مبرر .. ولكن هذه أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية .. فبعد تعمقنا في استخدام مواقع التواصل وخاصة الواتس آب وسناب شات أصبحنا في سباق يومي لإخبار الناس بأي شيء وإدخالهم في خصوصياتنا والكذب بالمظاهر حتى من أجل أن ننافس الجميع، وأضحت حياتنا الاقتصادية والاجتماعية في مقارنات يومية مع من هم أفضل منا.

لا تذهب إلى أي مكان إلا وتجد من يوثق المشهد بالصوت والصورة لغيره من الناس.

ومن المؤلم أن غالبية الفتيات والنساء أصبحوا يتنافسون يوميًّا في التملق للآخرين وتوثيق الخصوصيات ونشر كل شيء والتهاون تدريجيًّا في كل أمر خاص.

ومع هذه الأجواء المليئة بالسلبيات لا نستغرب انتشار الحسد والغيرة وإرهاق العائلات الفقيرة بالمظاهر الزائفة والاهتمام الشديد بالمظاهر .. وقلة الاستمتاع؛ فالجميع لا يستمتع بلحظته التي يعيشها ولكنه يوثقها من أجل نشرها على الجميع.

هذا هو حاضر فتيات اليوم وأمهات الغد، وأسأل الله أن يلطف بالمستقبل.

نحتفل بأي شيء من أجل أن نصور، ونسافر من أجل أن نوثق للناس الحدث .. ونشتري الشيء لأن غيرنا اشتراه، ونذهب للتصوير في مطعم أقصى المدينة لأن الديكور فيه جميل فقط. وكل شيء في حياتنا متاح للناس لأننا نريد أن ننافسهم أو نجاريهم.

ومن أجل أن لا أنسى أخبركم أن أبًا ضعيفًا مغلوبًا على أمره خائفًا من مخالفة قوانين المظاهر؛ يطلب من زوجته وبناته أن يصوروا الطعام بسرعة لأنه جوعان!.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org