اقرأ.. النص الكامل لمقابلة الأمير محمد بن سلمان مع وكالة "بلومبيرغ"

ولي ولي العهد يؤطر خطط السعودية المستقبلية
اقرأ.. النص الكامل لمقابلة الأمير محمد بن سلمان مع وكالة "بلومبيرغ"

قام رئيس تحرير "بلومبيرغ" جون ميكلثويت وخمسة من صحفيي الموقع بقضاء خمس ساعات للتحدُّث مع ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في قصره بالرياض. وفي هذه المقابلة الواسعة النطاق ناقش الأمير بيع حصص شركة أرامكو السعودية، برنامج التحول الوطني، الأسواق الناشئة والعلاقات السعودية - الأمريكية.

فإلى النص الكامل للمقابلة:

- بلومبيرغ: متى تتوقع أن تظهر خطة التحوُّل الوطني؟ وعلى ماذا تتوقع أن تحتوي الخطة؟ 

محمد بن سلمان: سنطلق أولاً رؤية المملكة العربية السعودية في غضون شهر، التي سيندرج تحتها عدد من البرامج، وسيكون أحد هذه البرامج خطة التحوُّل الوطني.

- بلومبيرغ: وهل يمكنك أن تحدِّثنا قليلاً عن دور صندوق الاستثمارات العامة والخصخصة؟ وما الهيكل الذي سيندرج تحت صندوق الاستثمارات العامة؟

محمد بن سلمان: سيكون صندوق الاستثمارات العامة أحد البرامج التي ستندرج تحت إطار رؤيةالسعودية، وسيتم إطلاقه بعد إطلاق برنامج التحوُّل الوطني. ونهدف إلى زيادة حجم صندوق الاستثمارات العامة من خلال إعادة هيكلة الصناديق وبعض الشركات والأصول المملوكة للصندوق اليوم. نعتقد أن هناك فرصة سانحة لزيادة الربحية من خلال إدخال أصول جديدة، أهمها أرامكو وبعض الأصول العقارية الضخمة.

- بلومبيرغ: هل سيتم إضافة شركة سابك لممتلكات صندوق الاستثمارات العامة؟ 

محمد بن سلمان: تمتلك الحكومة معظم أسهم سابك، التي تشكل ما لا يقل عن 70  % من أسهمها، وذلك من خلال صندوق الاستثمارات العامة.

طرح أرامكو للاكتتاب العام 

- بلومبيرغ: بالنظر إلى شركة أرامكو، هل تأمل بخصخصتها أو بيع أسهمها في العام المقبل 2017؟ 

محمد بن سلمان: أحاول تحقيق ذلك ليتم في عام 2017. سيعود ذلك بمكاسب كبيرة، ليس فقط على الصندوق بل سيمتد أيضًا إلى الاقتصاد السعودي كله. ببساطة، عن طريق نقل أسهم شركة أرامكو إلىصندوق الاستثمارات العامة سيصبح الصندوق أكبر صندوق في العالم. وأرامكو لديها منافع أخرى للاقتصاد. يقول الكثيرون إن فكرة الاكتتاب في أرامكو كانت مجرد محاولة للحصول على سيولة لتغطية الاحتياجات المالية للسعودية، ولكن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة. والهدف الرئيسي هنا هو تنويع مصادر الدخل. الاكتتاب في أرامكو وإدراج أسهمها في صندوق الاستثمارات العامة سيحول من الناحية الفنية اعتماد السعودية على النفط إلى الاعتماد على الاستثمارات. ومع ذلك، ستستمر غالب الاستثمارات في مجال النفط، والمتبقي الآن فقط هو تنويع الاستثمارات؛ لذا، وخلال العشرين السنة القادمة، سنصبح دولة أو اقتصادًا لا يعتمد بشكل أساسي على النفط، إما أن تكون من أرباح صندوق الاستثمارات العامةأو مصادر أخرى نستهدفها؛ لذا هذه إحدى فوائد إدراج أرامكو، وغيرها من الفوائد على السوق السعودي، وبشكل عام على الاقتصاد السعودي، والفوائد العائدة على استمرارية ونمو أرامكو.

- بلومبيرغ: هل خطتك إدراج شركة أرامكو السعودية في السوق السعودي وفتح مجال الاستثمار الأجنبي فيها؟

محمد بن سلمان: لا شك في ذلك.

- بلومبيرغ: وخطتك هي إدراج شركة أرامكو كلها، ليس فقط إدراج المصافي؟ 

محمد بن سلمان: سيتم عرض الشركة الأم للاكتتاب العام، إضافة إلى الشركات الفرعية التابعة لها. كما سنعلن استراتيجية أرامكو الجديدة، وسنقوم بتحويلها من شركة نفط وغاز إلى شركة طاقة صناعية.

- بلومبيرغ: هل تستطيع إعطاءنا معلومة عن الحجم؟ هل سيكون حجم هذه الأصول الجديدة، سواء الصناعية أو عمليات التكرير لأرامكو.. هل ستكون كبيرة بحجم إنتاج المنبع؟ 

محمد بن سلمان: نحن نستهدف العديد من المشاريع. الأهم هو بناء أول محطة للطاقة الشمسية فيالمملكة العربية السعودية. أرامكو هي الآن أكبر شركة في العالم، ولها القدرة على التحكم في شكل الطاقة في المستقبل. ونحن نريد الدخول في هذا الأمر انطلاقًا من اليوم. أيضًا، نحن نريد تطوير سوق البتروكيماويات التي تعتمد على النفط والخدمات المقدَّمة من قِبل بعض المشتقات النفطية، وكذلك بعض الصناعات التي قد نخلقها نظرًا لحجم أرامكو. على سبيل المثال، يمكننا إنشاء شركة مقاولات ضخمة تحت أرامكو، وتُطرح للعامة، وتقدِّم مشاريع غير مشاريع أرامكو في السعودية؛ وبالتالي فإن هذه المشاريع ستكون الطريقة التي سوف تكون قادرة على تحويل شركة أرامكو من شركة نفط وغاز لشركة طاقة صناعية.

- بلومبيرغ: هل ستضعون أصول العمليات الدنيا لسابك مع أصول أرامكو بما في ذلك البتروكيماويات؟ هل تفكرون في جمع هذين الشيئين مع بعض؟ 

محمد بن سلمان: سابك وأرامكو هما شركتان مستقلتان، ولكن سوف تكون كلتاهما مملوكة بالأغلبية من قِبل صندوق الاستثمارات العامة. ونحن كملاك من المهم لنا ألا يحدث تصادم بين شركاتنا. كان هناك صدام بين الشركتين، ولكننا قمنا بحله على مدى الأشهر القليلة الماضية. سيؤدي هذا إلى زيادة الربحية لدى كل من أرامكو وسابك. 

- بلومبيرغ: هل هدفكم بالنسبة لمصافي التكرير هو بناؤها في آسيا تحديدًا، أم تبحثون عن مكان آخر؟ 

محمد بن سلمان: نحن نستهدف الأسواق الناشئة، مثل الصين والهند وجنوب إفريقيا وإندونيسيا.ونعتقد أن هذه هي الأسواق الرئيسية التي نستهدفها. نحن تستهدف أيضًا سوق الولايات المتحدة، بما في ذلك الصفقة الأخيرة التي قمنا بها مع شركة شل.

- بلومبيرغ: وكل هذا كان جزءًا من توجيه شركة أرامكو السعودية نحو سوق التكرير الكبير؟ 

محمد بن سلمان: صحيح.

- بلومبيرغ: السعودية كانت دائمًا على علاقة مع أمريكا، سواء كان النفط يسير في اتجاه واحد مع الأمن، أو كانا في اتجاهين متعاكسين. هل لديكم طموح مماثل مع الصين؟ 

محمد بن سلمان: لدينا شراكة ضخمة مع الولايات المتحدة، النفط ليس سوى جزء صغير منها. وكان النفط مجرد البداية بالنسبة لنا.

صندوق الاستثمارات العامة 

- بلومبيرغ: بشكل سريع حول صندوق الاستثمارات العامة.. لقد أكدتم أن الشخص الذي اخترتموه لتولي المسؤولية هو ياسر الرميان. هو البداية لإدارة هذه المنظمة الجديدة الكبيرة.

محمد بن سلمان: نعم، أولاً وقبل كل شيء تم تغيير مجلس إدارة الصندوق. كان يرأسه وزير المالية.وقبل عام تقريبًا تغير الأمر؛ إذ إن من يرأسه الآن هو رئيس مجلس التنمية الاقتصادية. كما أُعيد تشكيل مجلس الإدارة، وعملنا على إعادة هيكلة الصندوق. وفي الوقت نفسه استفدنا من الفرص المتاحة. لقد عملنا على هذا الملف من خلال عدد من حلقات العمل خلال الأيام القليلة الأولى، ثم قمنا بإنشاء فريق، واخترنا ياسر الرميان لقيادة هذا الفريق.

- بلومبيرغ: ما منصبه بالضبط؟ هل هو الرئيس التنفيذي؟!

محمد بن سلمان: لا، هو الآن الأمين العام للمجلس؛ إذ يتابع رؤية واستراتيجية المجلس.

- بلومبيرغ: عندما ذكرتم أن صندوق الاستثمارات العامة سيكون الأكبر في العالم ماذا سيكون حجمه؟ ومتى ستصلون إلى هذه المرحلة؟  

محمد بن سلمان: أعتقد أن ذلك سيحصل بمجرد طرح أرامكو للعموم.

- بلومبيرغ: كم القيمة المالية؟ 

محمد بن سلمان: من الصعب تقييم أرامكو الآن، ولكننا نعمل على ذلك. لكن مما لا شك فيه سوف يكونأكبر من أكبر الصناديق على وجه الأرض. سوف تتجاوز القيمة تريليونَيْ دولار.

- بلومبيرغ: كم الكمية التي سيتم طرحها من أرامكو مبدئيًّا؟ 

محمد بن سلمان: نتحدث عن نحو أقل من 5  %.

- بلومبيرغ: وسوف يتم طرح ذلك في 2017؟ 

محمد بن سلمان: نحاول تحقيق ذلك، لكن دون شك سيكون مطروحًا في السوق بحلول 2018.

الإيرادات غير النفطية 

- بلومبيرغ: بين الآن وعام 2020 كم تتوقعون من المحصول؟ وما هو المقياس الذي سوف تستخدمونه لتحصيل المزيد من المداخيل غير النفطية؟ 

محمد بن سلمان: بحلول عام 2020 نهدف إلى أن تكون الإيرادات الإضافية تتجاوز الـ 100 مليار دولار. قمنا بحل سريع في عام 2015؛ ما أدى إلى زيادة الإيرادات غير النفطية لدينا بنسبة 35  %.هذا العام نحاول استهداف أكثر من 25 مليار دولار. أعتقد أننا سننجح في تحقيق أكثر من 10 مليارات دولار من الإيرادات غير النفطية في عام 2016.

- بلومبيرغ: كنت قد تحدثت عن خصخصة العديد من الأشياء، إضافة إلى شركة أرامكو، هل يمكن أن تعطينا فكرة عن بعض الصناعات التي ستكون الهدف الأول؟ 

محمد بن سلمان: إن أهم القطاعات قطاعا الرعاية الصحية والخدمات. في الرعاية الصحية نسعى إلىالتخلص من جميع الأصول المملوكة للحكومة، وتحويلها إلى شركة قابضة. ونحن نحاول الاتجاه نحو مزيد من التأمين الصحي بإقناع المواطنين بأن الخدمات المقدَّمة من خلال التأمين الصحي أفضل من خدمات الرعاية الصحية المجانية، وأسرع بالنسبة لهم. سوف نقوم أيضًا بنقل برامج العلاج الصحي في الخارج إلى برامج محلية، وسنحفز أيضًا شركاءنا في الخارج للاستثمار في الرعاية الصحية محليًّا.وفيما يتعلق بقطاع الخدمات لدينا عدد من الكيانات التي قامت بخصخصة الكثير من الخدمات، مثل وزارة الداخلية. إننا نحاول تشجيع بقية الوزارات الخدمية للسير على هذه الخطى. أرى أن لدينا المعرفة والدراية الفنية.

- بلومبيرغ: في إجراءات الإيرادات غير النفطية أفترض أن ضريبة القيمة المضافة ستكون إحدى تلك الإجراءات، هل ستضيفون إجراء آخر؟ 

محمد بن سلمان: نعم، لدينا ضريبة السلع الضارة وضريبة مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية. نحن نعمل الآن على برنامج معين على غرار البطاقة الخضراء. قد تُفرض بعض الرسوم على السلع الكمالية، وكما قلنا سابقًا إعادة هيكلة الدعم؛ لذلك هي حزمة كبيرة من البرامج التي تهدف إلى إعادة هيكلة بعض القطاعات المولِّدة للدخل. 

أسعار النفط 

- بلومبيرغ: كيف يهدد نزول أسعار النفط السعودية؟ وكيف يمكن لذلك أن يعرقل هذه الخطط وهذه الرؤية التي تملكها؟

 محمد بن سلمان: لا أعتقد أن الانخفاض في أسعار النفط يشكِّل تهديدًا لنا. لدينا قدرة كبيرة لخفض الإنفاق كما فعلنا في عام 1997، ولكننا لا نعتقد أننا سنحتاج إلى اللجوء لذلك حتى وإن كانت أسعارالنفط منخفضة. نحن نعمل على زيادة كفاءة الإنفاق. نجحنا في أشياء كثيرة في العام 2015 بخفض العجز الذي وصل إلى 250 مليار دولار إلى أقل من 100 مليار دولار، وبزيادة الإيرادات غير النفطية لدينا بنسبة 35  %. أشارت التقديرات إلى أننا سننفق أكثر من 300 مليار دولار في العام 2015، لكننا نجحنا في تقليل الإنفاق. اعتادت الحكومة على أن تتجاوز نفقات الميزانية المخصصة لأكثر من 25  %، وفي بعض الحالات تصل إلى 40  %. في العام 2015 نجحنا في تقليل هذه الفجوة إلى 12  %؛ لذلك لا أعتقد أن لدينا مشكلة حقيقية عندما يتعلق الأمر بانخفاض أسعار النفط. لقد قمنا بالكثير من الحلول السريعة في 2015، وقمنا بتنفيذ أدوات أدت إلى تنظيم إنفاقنا، وتنظيم تحقيق الدخل والسيولة.

- بلومبيرغ: هل أسعار النفط التي تتراوح بين 30-40-50 دولارًا تحفز الإصلاحات التي تريدون المضي فيها؟ 

محمد بن سلمان: بالنسبة لنا هو سوق حر، يحكمه العرض والطلب، وهذه طريقتنا في التعامل مع السوق.

- بلومبيرغ: هل أنت راضٍ عن وصول أسعار العرض والطلب إلى هذه المستويات؟ 

محمد بن سلمان: نوجِّه تركيزنا نحو الاقتصاد غير النفطي، وقمنا باتخاذ إجراءات احترازية حيال احتمالية هبوط أسعار النفط أكثر.

اجتماع الدوحة 

- بلومبيرغ: لديكم اجتماع قادم في السابع عشر من إبريل في الدوحة، هل سيكون تجميد الإنتاج كافيًا؟ 

محمد بن سلمان: إذا ما اتفقت جميع الدول على تجميد الإنتاج فنحن جاهزون لذلك.

- بلومبيرغ: هل ستصرُّ المملكة العربية السعودية على انضمام إيران إلى قرار تجميد إنتاج النفط؟ 

محمد بن سلمان: بلا شك، إذا جمَّدت جميع الدول إنتاجها، بما فيها إيران وروسيا وفنزويلا والدول الأعضاء في منظمة أوبك وكبار مصدري النفط، سنكون من ضمنهم.

- بلومبيرغ: لكن هل ستكون راضيًا عن تجميد الإنتاج بدون مشاركة إيران في تجميد إنتاجها، إذا استعد جميع مصدِّري النفط لتجميد الإنتاج؟ وهل ستكون مستعدًا لتجميد الإنتاج حتى مع احتمالية مواصلةإيران إنتاجها؟ 

محمد بن سلمان: إذا قرر أي أحد رفع الإنتاج عندها لن نرفض أي فرصة تقرع بابنا.

- بلومبيرغ: بالنظر إلى جانب العرض والطلب، هل تعتقد بأنه كان هناك وقت قد وصل فيه الطلب إلىأعلى مستوى؟ وهل نقترب من ذلك؟ 

محمد بن سلمان: من الصعوبة بمكان التنبؤ بذلك، لكننا نعتقد بأن الطلب على النفط سيأخذ في الازدياد خلال الأعوام القادمة، ونعتقد بأنه سيكون هناك تصحيح على مدى العامَيْن القادمَيْن.

العلاقات الأمريكية 

- بلومبيرغ: على نحو سريع فيما يخص الولايات المتحدة، سوف يزور الرئيس الأمريكي أوباما السعودية. لقد تحدث عن علاقته معكم، ووصفها بالمعقدة بعض الشيء في الوقت الحالي. هل ترى الولايات المتحدة كشرطي منطقة الشرق الأوسط؟

محمد بن سلمان: الولايات المتحدة هي شرطي العالم، ليس فقط في الشرق الأوسط. هي الدولة الأولى عالميًّا، ونعتبر أنفسنا حليفًا رئيسيًّا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ونحن نعتبر الولايات المتحدةأيضًا حليفتنا.

- بلومبيرغ: هل هناك أي صفقة وشيكة حيال سوريا؟

محمد بن سلمان: إن وضع سوريا معقد جدًّا، وبالغ الصعوبة. نحن نحاول أن نتيقن من أن أي خطوة يتم اتباعها في المستقبل سوف تكون خطوة إيجابية لا سلبية.

- بلومبيرغ: فيما يخص احتمالية رئاسة ترامب. لقد أحدث بعض الضجيج فيما يخص السعودية.

محمد بن سلمان: نحن لا نتدخل في انتخابات أي دولة أخرى. وبصفتي سعوديًّا، أنا لا أعتقد بأنني أمتلك الحق في التعليق على الانتخابات الأمريكية.

- بلومبيرغ: هل تعتقد بأن الحرب في اليمن تدخل مرحلتها الأخيرة؟ وكيف تراها؟

محمد بن سلمان: هناك تقدُّم كبير في المفاوضات، ولدينا اتصالات جيدة مع الحوثيين بفضل الوفد الحاضر في الرياض حاليًا. نحن نعتقد بأننا أقرب من أي وقت مضى للوصول لحل سياسي في اليمن؛ لذلك نحن ندفع خلف استغلال هذه الفرصة على الأرض، ولكن إن تغيَّر سير الأمور فنحن جاهزون.

- بلومبيرغ: على المدى البعيد، هل السعودية ستكون أفضل حالاً مع وجود أسعار النفط على مستوى ٤٠دولارًا أمريكيًّا عوضًا عن أن تكون على مستوى ١٠٠ دولار أمريكي؟

محمد بن سلمان: هذا السؤال يحمل شقَّيْن محتملَيْن. إن صعود أسعار النفط من المفيد لنا، لكنه يشكِّل تهديدًا نحو طول فترة حياة النفط. إن هبوط أسعار النفط يشكِّل انخفاضًا في الإيرادات الخاصة بنا، ولكننا نتأقلم مع أوضاع السوق بغض النظر عن شكلها. 

المدفوعات الحكومية 

- بلومبيرغ: هذا سؤال كان من المفترض أن أطرحه في وقت سابق. إن تحدثت لأي شخص يقوم بتحليل السعودية من منظور اقتصادي فسوف يتم ذكر التأخر الحكومي في دفع مستحقات شركات البناء أو الشركات بشكل عام. هل هذا أمر مؤقت أم سوف يتسارع؟

محمد بن سلمان: من دون شك هذه قضية سوف يتم التعامل معها. الأمر الذي أحدث كل هذه الضجة هو أننا نحاول أن نتجنب خطرًا أكبر. لقد حاولنا جمع جميع القرارات الملكية في غضون السنوات القليلة الماضية، ووجدنا أن الوزارات بإمكانها أن تلتزم بأكثر من تريليون دولار أمريكي بناء على القرارات. كما أن هناك قرارات تمت الموافقة عليها قبل ست سنوات، وإلى وقتنا الحالي لم يتم إبرام أي اتفاقيات عقدية من قِبل هذه الكيانات. ومع هذا، فإن هذه الكيانات ما زالت تمتلك السلطة في التوقيع علىأكثر من تريليون دولار أمريكي، وإن دخلت حيز التنفيذ لأحدثت كارثة؛ لذلك قمنا بتجميدها في عام٢٠١٥، وأزلنا ثلاثة أرباعها، التي لا تمتلك أي التزامات عقدية، في حين الربع الأخير كان يحمل اتفاقات عقدية؛ وكان لا بد من المضي قدمًا بها. لقد بدأنا بإعادة هيكلة عملية التعامل معها؛ الأمر الذي أحدث ربكة في الماضي. ولكن من دون شك، نحن ملتزمون بأي اتفاقات عقدية أبرمتها الحكومة السعودية، ولكن كان هناك خطر كبير، وكنا قادرين على تجنبه.

- بلومبيرغ: لذا مستقبلاً الأمور سوف تكون سلسة مجددًا؟

محمد بن سلمان: نعم، العديد من الشركات تم دفع مستحقاتها فعلاً، والبقية قادمة في الطريق.

- بلومبيرغ: هل هذا سوف يتضمن شركة ابن لادن وسعودي أوجيه؟

محمد بن سلمان: من دون شك. مشكلة سعودي أوجيه مختلفة عن المشكلة التي بالسعودية. لقد سددنا لهم الكثير من المستحقات، ولكنهم يمتلكون ديونًا داخل وخارج السعودية؛ لذا حالما يتم نقل المال لحساباتهم المصرفية يقوم المصرف بسحب تلك المبالغ. سعودي أوجيه غير قادرة على حل تكاليف موظفيهم. هذه ليست مشكلتنا، بل هي مشكلة سعودي أوجيه. سوف نلتزم بالعقد الذي بيننا وبين سعودي أوجيه، ولكن إن قام المصرف بسحب المبالغ المدفوعة لهم فلن تستطيع سعودي أوجيه الدفع لأي من شركاتهم المتعاقدة وموظفيهم، هذه مشكلتهم. بإمكانهم مواجهتهم في المحاكم.

- بلومبيرغ: إذن، الحكومة لن تتدخل في قضية الموظفين الذين لم يتسلموا رواتبهم؟

محمد بن سلمان: لم تصلنا أي شكاوى من الموظفين أو الشركات المتعاقدة مع سعودي أوجيه، ولم يتم رفع أي دعوى ضد سعودي أوجيه، ولكن حالما يتم اتخاذ عمل قانوني ضدهم فمن دون شك دور الحكومة سوف يكون حمايتهم.

- بلومبيرغ: هل بإمكاني أن أسألك سؤالاً مألوفًا حول المرأة السعودية من منظور الاقتصاد. لقد كنت راعيًا للقطاع الخاص. أنت داعم للخصخصة، ولكن من ضمن مواردك الأقل استغلالاً في مجال الاقتصاد هي المرأة. أنت تعلم مدى حجم هذه القضية مع قدوم الأجانب إلى هنا. إنهم ينظرون إلى مركز الملك عبدالله المالي البراق، ويطرحون الأسئلة حول لماذا المرأة لا يمكنها القيادة في السعودية؟ هل هذا أمرتود أن تدفع من أجله أو تعالجه؟ 

محمد بن سلمان: أود أن أذكِّر العالم بأن نساء الولايات المتحدة كان عليهن الانتظار طويلاً قبل امتلاك الحق في التصويت؛ لذلك نحن نحتاج إلى الوقت. لقد اتخذنا الكثير من الخطوات؛ ففي عهد الملك سلمان أصبحت النساء قادرات على التصويت للمرة الأولى، و٢٠ امرأة فزن في الانتخابات. النساء يمكنهن العمل في أي قطاع، في مجال الأعمال والتجارة وفي مجال القانون والسياسة، وفي جميع القطاعات.يمكن للنساء شغل أي وظائف يردنها. كل ما تبقى هو أن نقوم بدعم المرأة من أجل المستقبل، ولا أعتقد بأن هناك أية عقبات أمامنا لا نستطيع التغلب عليها.

 - بلومبيرغ: هل ترى ذلك كمشروع خاص بك، المتمثل في دعم المرأة السعودية بطريقة جديدة؟

محمد بن سلمان: من دون شك. نحن ننظر إلى المواطنين بشكل عام، والمرأة هي نصف المجتمع، ونحن نريد أن يكون هذا الجزء من المجتمع نصفًا منتجًا.

- بلومبيرغ: فيما يتعلق الأمر بالاستراتيجية الخاصة بصندوق الاستثمارات العامة، هل الصندوق يوجِّه أنظاره نحو مصارف محددة؟ هل له نية في شراء حصة البنك الملكي الاسكتلندي في البنك السعودي الهولندي بالتحديد؟

محمد بن سلمان: لدينا حصص في بعض المصارف. ثلاثة مصارف في السعودية. الحصة الأكبر تكمن في البنك التجاري الوطني. هناك فرصتان خارج السعودية، يتم مناقشتهما حاليًا، ولكن لا يمكنني الإفصاح عن تلك المعلومات؛ لأننا لم نكملها. أعتقد بأننا سوف نكمل واحدة منها على الأقل.

- بلومبيرغ: نقطة واحدة فقط.. أدرك أنه لا يمكنك إعطاء أي تفاصيل، ولكنك تبحث عن أصول مالية خارج السعودية؟

محمد بن سلمان: نحن نبحث عن الأرباح. هناك أصول في السعودية نود أن نستغلها من خلال الصندوق، ومن خلال أي فرص استثمارية مستقبلية.. سوف نبحث عن الأرباح، سواء كان ذلك داخل السعودية أو خارجها. 

- بلومبيرغ: لكنك قلت إن هناك أمورًا تبحث عنها في الوقت الحالي، هل هي في السعودية؟

محمد بن سلمان: كلا، في الخارج، في المنطقة.

- بلومبيرغ: في القطاع المالي؟

محمد بن سلمان: هذا صحيح.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org