"اس-٤٠٠" وسيادتنا والدولة الكونفدرالية

"اس-٤٠٠" وسيادتنا والدولة الكونفدرالية

لم يكن السعوديون يردّدون "والله ما مثلك بهالدنيا بلد" عبثاً، فلا بلد كبلادنا، أدامها الله منارةً لدينه وفخراً للأمة، فمن كالمملكة يجمع الأضداد حلفاءً لها، وكيف تتفق مع الولايات المتحدة وخصميها الصين وروسيا في الوقت ذاته، إنها السعودية العظمى وكفى بعظمتها أمثلة تجعلك تردّد "ارفع رأسك أنت سعودي".

خادم الحرمين الشريفين أسد العرب الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكّد أن المملكة العظيمة الشامخة منذ تأسّست، ستظل كذلك بقيادة ملك عظيم، فبعد أن زار - سلّمه الله - الصين ووقّع معها في بكين عقوداً عسكرية وصناعية ضخمة، استقبل في الرياض الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"؛ في أول زيارة خارجية بعد فوزه برئاسة أقوى دولة بالعالم، وفي العاصمة السعودية وقّع معه عقوداً ضخمة أيضاً خاصة في جانب العتاد العسكري والصناعي؛ ليطير ترافقه قلوب شعبه نحو موسكو، ومن "كرملين" روسيا هذه المرة استبشرنا كسعوديين بعقود عسكرية ضخمة واستثنائية، لتجمع المملكة الأضداد والأنداد تحت سقف قصر العوجا.

الاتفاقية والعقد الأبرز، موافقة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، على الشراء من روسيا منظومة الصواريخ الحديثة للدفاع الجوي "إس- 400"، التي تعتبر أكثر المنظومات الدفاعية تطوراً وأحدثها تقنياً مشتركة مع الصناعات السابقة من الطراز ذاته ومتفوقة عنها في قدرتها على تدمير أنواع الأهداف الجوية كافة، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار، حتى الرؤوس المدمّرة للصواريخ ذات المسار الباليستي التي تصل سرعتها إلى 5000 متر في الثانية، وتفوق سابقاتها في قدرتها على التصدّي لجميع أنواع الطائرات الحربية، بما فيها طائرة الشبح الشهيرة، ليعود صقر مملكتنا لمملكته وشعبه محملاً باتفاقيات ضخمة يعود نفعها على أمن واستقرار الوطن، ورفاهية المواطن.

نعم؛ تربطنا تاريخياً بواشنطن علاقات إستراتيجية، قائمة على المصالح المشتركة، ومهما كانت العلاقة مميزة إلا أن ذلك لا يعني أن تتحكم الولايات المتحدة في تحركات المملكة، فهذه المملكة رأسها برأس الدول العظمى، وإن لم تكن منهم فلأنها أعظم، ولعلي أستذكر هنا موقف دولة من الدول العظيمة دون سواها من الدول الصغرى، ما حصل لدولة عظيمة كاليابان حين حاولت قبل سنوات عدة توقيع صفقة مع روسيا بقيمة مليار دولار، غضبت الولايات المتحدة؛ لتتراجع اليابان ملغية الصفقة، وهنا مثالٌ على الفرق بين الدول العظمى والدول الأعظم، فسيادة قيادة المملكة العربية السعودية على أرضها تجعلها أكبر من أن تنتظر موافقة أحد على أي صفقة كانت، أو مَن يبحث آخرون عنها علاقاتها السياسية أو تحركاتها.

الحكومة السعودية بقيادة إمام المسلمين وكبير العرب مليكنا سلمان، وولي عهده قائد الشباب ورائد التجديد الاقتصادي الأمير محمد بن سلمان، يقودان نهضة شاملة على جميع المستويات بالمملكة، ورأينا رؤية المملكة ٢٠٣٠ التجديدية اقتصادياً ومجتمعاتياً، التي يعود نفعها على العالم ككل، وخاصة دول المنطقة، فتراكضت دول العالم للمشاركة بالفرص الاقتصادية والتنموية الضخمة فيها.

المملكة العظيمة، التي تحمل هَم العالم والمنطقة، وتسعى لرفعتهم وأن يعم السلام حياتهم، تعمل منذ قامت على جمع الكلمة وكثيراً ما كانت لها أيادي بيضاء في تقريب وجهات النظر بين المختلفين، ولأن العالم ككل يجمع على أن المملكة ليس لها أطماعٌ في أي مكان بالمعمورة، سوى أن يعم الأمن والسلام والسعادة والتقارب هذه الأرض بمختلف أديانها وطوائفها وألوانها وأجناسها، فقد أشاد الجميع بطلب الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله - في قصر الدرعية بالرياض من قادة دول الخليج في ١٩ ديسمبر ٢٠١١م، الاتحاد في كيان واحد، وقال في كلمته بافتتاح الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية "أطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر إن شاء الله".

واليوم وفي التقارب السعودي - الإماراتي - البحريني، لعلها تكون فرصة للقيادات في هذه الدول الى الوصول لبداية الحلم العربي الكبير، بإنشاء اتحاد كونفدرالي الآن لتنسيق السياسات الاقتصادية والعسكرية والدفاعية والخارجية والرياضية وإنشاء عملة مشتركة بينهم، وإلغاء المراكز الحدودية بينهم، بداية لتنضم بعدها الدول الخليجية والعربية لاتحادنا الكونفدرالي، لننتقل يوماً الى دولة فيدرالية عربية واحدة، فنحن في زمن تحويل أحلام الأجداد إلى واقع نعيشه.

بعد كل هذا سأختم مترنماً برائعة الأمير البدر بن عبدالمحسن "فوق هام السحب يا أغلى بلد" .. وستظل مملكتنا فوق هام السحب؛ حيث لا يليق إلا بها وبقيادتها وبشعبها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org