إياك و...!!

إياك و...!!

إياك وأن تسلم عقلك لغيرك؛ فيديره كيفما يشاء دون الرجوع إليك حتى؛ فيجعل منك آلة يحركها على ما يشتهي وما يتمنى، يأخذك أحيانًا لليمين مرة، وللشمال أخرى. كن المتحكم في عقلك ومن يديره؛ فإنّ خيانة العقل أشنع الخيانات وأقبحها.

إياك وأن تقلد غيرك.. اجعل لك شخصية مستقلة.. لا تكُنْ مقلدًا لشخص في كل تصرفاته؛ فلا يعرفك الآخرون إلا بمجرد ذكر الآخر.. كن ذا شخصية مستقلة، واسلك لك طريقًا يختص بك وحدك، ولا تخلط بين التقليد والاقتداء؛ فهما لا يتشابهان؛ فالاقتداء يكون بالإيجابيات، والتقليد تخالطه السلبيات.

إياك والخوض في أمور غير مهمة، أو بمعنى آخر "تافهة".. انشغل بالأشياء ذات الأهمية، والقضايا الكبرى، وهي كثيرة في مجتمعنا.. لا تتحدث عن "لماذا لا تقود سارة السيارة؟!!"، وتترك "لماذا جابر خريج الجامعة منذ أربع سنوات ولم يجد وظيفة؟!!".. ومثله كثير!!

إياك وأن تكون من أصحاب العقول المهاجرة، التي تساهم في حلول مشاكل الجيران، وتنسى أن يكون لها كلمة بسيطة في مشاكل بيتها.. تتحدث كيف سرقت "قشور التفاح" من عند الجيران، وفي بيتهم سرق "كرتون التفاح" بأكمله!

إياك والأقنعة.. لا ترتدي قناعًا تختبئ من خلفه، كن أنت ولا تكن غيرك.. عامل الناس كلهم بأخلاقك أنت، ولا تعاملهم بحسب مناصبهم ومكانتهم الاجتماعية، فتبتسم في وجه مديرك، وتكشر أنيابك في وجه العامل الذي يحضر لك الشاي!

إياك والعنصرية النتنة.. لا تنتقص أحدًا، ولا تعاير أحدًا بنسبه، ولا تخلط بين الانتماء والعنصرية؛ فلكل منهما طريق ومنهج؛ فالانتماء ذكر لمناقب القبيلة دون الانتقاص من أحد، والعنصرية انتقاص قبل ذكر المناقب.. وفي مجتمعنا تفشت العنصرية، وكثر المتحدثون بها.. وملاحم الجدران خير شاهد على هذه الظاهرة الممقوتة.

إياك والاستسلام؛ فلا يعني أنك فشلت في المرة الأولى أنها نهاية العالم، وأنك لن تنجح بعدها أبدًا.. كن واثقًا بأن الفشل هو أول درجة في سلم النجاح.. عندما تثق بهذا وقتها ستنجح.. لا تجعل الفشل السبب في تكسير مجاديف الحياة لديك.

ومضة:-
ختامًا.. هذه نصائح ذكرتها هنا محذرًا منها، وقد رأيت أنها تفشت كثيرًا في مجتمعنا.. أتمنى أن تكون ذات فائدة لمن يقرأ، وإن كنت أنا أيضًا بحاجة إلى مَن ينصح لي، ويبيِّن لي أخطائي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org