إلى متى الصمت عن مجازر الرين؟!

إلى متى الصمت عن مجازر الرين؟!

# فقط افتح محرِّك البحث جوجل، واكتب (طريق الرين)، أي الطريق الجديد المميت الذي يربط العاصمة الرياض بالمنطقة الجنوبية عن طريق بيشة، ويبلغ طوله نحو٧٠٠ كيلو، وستظهر لك مباشرة عناوين مفجعة، ومآسٍ مروِّعة، وأرقام مذهلة، خلال ثلاث سنوات فقط هي عمر الطريق الذي تفاءل به أهالي المنطقة كثيرًا! إلا أنه - ومع الأسف - بات يشكِّل لهم الآن هاجسًا مؤرقًا، وأصبح يرتبط معهم بذكريات مؤلمة جدًّا؛ إذ فقدوا فيه الكثير من الأهل والأصدقاء والأقارب والجماعة والجيران.

# لك أن تتخيل أن إحصائية حوادث الطريق خلال عام ٢٠١٥م بلغت ٤٢٢ حادثًا، وعدد الوفيات ٥٥ حالة وفاة! وفي عام ٢٠١٦م بلغ عدد الحوادث ١٨٨ حادثًا في ٤ أشهر فقط، وعدد الوفيات ٣٨ حالة وفاة! وأجزم أن الإحصائية في أربعة أشهر من هذا العام ٢٠١٧م تتجاوز ما سبق؛ فمنذ نهاية إجازة الصيف بالعام الهجري الماضي بعد موسم الحج ونحن نسمع ونقرأ كل فترة وجيزة عن حادث شنيع ومأساوي، خاصة خلال إجازات المدارس.

# آخر تلك الحوادث المأساوية التي فجعتنا على الطريق ذاته كان يوم السبت الماضي بوفاة الزميل الإعلامي المعروف سعيد بن أحمد العسيري -رحمه الله - مدير العلاقات العامة والإعلام بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب. وقبل نحو الشهرين تفحَّم تسعة أشخاص من عائلة واحدة - رحمهم الله -، وقبلهم توفي الحكم الواعد محمد بن صالح أبو عراد - رحمه الله -، وغيرهم الكثير والكثير من المواطنين والمقيمين في استنزاف مهول للأرواح، يقابله صمت مطبق ومؤلم من الجهات المسؤولة!

# كل تلك الأرقام والحوادث والمآسي والضحايا تستحق التوقف والتدخل، وتصحيح الوضع فورًا ولو كان ذلك على حساب إغلاق الطريق ولو مؤقتًا قبل اكتماله كليًّا من الناحية المرورية، ومن ناحية إجراءات الأمن والسلامة، واستكمال الخدمات المهمة، كاللوحات الإرشادية والصيانة الدورية والحواجز التي تعزل الجِمال عن الطريق، وتوفير وتوزيع كاميرات ساهر على امتداده، واعتماد مراكز للهلال الأحمر وأمن الطرق والدفاع المدني، التي تنعدم على الطريق، وقبل كل هذا العمل على ازدواجية الطريق، التي تُعتبر مطلبًا ملحًّا من الجميع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org