أكاديمي لـ"سبق": طلاب السكري يصارعون في المدارس وهذه هي الحلول

قال: يحتاجون رعاية خاصة في مدارسهم سواء كانت طبية أو تعليمية أو غذائية
أكاديمي لـ"سبق": طلاب السكري يصارعون في المدارس وهذه هي الحلول

كشف عضو هيئة التدريس بجامعة بيشة محمد عبدالله الزهراني عن ملامح معاناة طلاب مدارس السعودية من مرضى السكري ابتداءً من دراسة نشرت عام 2014 توقعت بأن قرابة 500.000 طفل دون الخامسة عشرة مصابون بالسكري النوع الأول المعتمد على الأنسولين عالمياً واحتلت أوروبا النسبة الأكبر بين دول العالم بواقع 129.000 طفل تلتها أمريكا الشمالية بعدد 108.700 طفل، مبيناً أنه يعد من الأمراض الأكثر انتشاراً بين أطياف المجتمع السعودي وخاصة بين الأطفال والشباب. فطبقاً للتقديرات السكانية للمملكة بأن عدد الأطفال قرابة 5.817.755 ما بين عمر 5 - 19سنة من إجمالي عدد السكان السعوديين البالغ عددهم حوالي 20.427.357 نسمة. وحيث إن نسبة انتشار السكري بين الأطفال تمثل تقريباً في بعض الدراسات 5٪ من أطفال المملكة فبهذا يكون العدد التقريبي لأطفال السكري حوالي 290.887.75 طفلاً يمثلون نسبة 5.23 % من مجمل طلاب التعليم العام .

وقال الزهراني: وهذا يعني أن معظم مدارس المملكة قد يكون لديها على الأقل بعض الطلاب السكريين عند مقارنة ذلك مع عدد المدارس البالغ قرابة 36000 مدرسة كما أنه لا يخفى على التربويين وغيرهم بأن مرض السكري له تأثير سلبي على الأطفال في المدرسة كالتقلبات المزاجية والصداع والعطش وضعف التركيز واعتلال النظر والشعور بالأرق طيلة اليوم الدراسي عند عدم المحافظة على مستويات السكر في الوضع الطبيعي.

وأضاف: بهذا فإن الطلاب السكريين يحتاجون إلى رعاية خاصة في المدارس سواء كانت رعاية طبية أو تعليمية أو غذائية، ووزارة التعليم تحمل مسؤولية رئيسية في رعاية هذا العدد الكبير من الطلاب المصابين بالسكري من خلال خلق بيئة تعليمية وصحية جيدة لهم بالتعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية أو الصحة المدرسية التابعة لوزارة الصحة

وتابع عضو هيئة التدريس: إن النقص في الرعاية الصحية المدرسية يمكن أن يثير قلق أولياء الأمور بشأن التعامل مع أطفالهم خلال ساعات اليوم الدراسي الذي يمتد لقرابة السبع ساعات يومياً مما يجعلهم يحجمون عن إرسال أبنائهم للمدرسة أحياناً، ولذلك، فإن رعاية مرضى السكري في المدارس مطلوبة لسلامة الطلاب والطالبات بالدرجة الأولى ولتحسين المستوى التعليمي لهم.

وقال الزهراني إنه قد أشارت دراسة حديثة أُجريت على محافظة الجوف بأن 56.22٪ من المعلمين يجهلون إجراءات التعامل الصحيح مع انخفاضات وارتفاعات معدل السكر. كما أفاد 16٪ من المشاركين أن مدارسهم قد دربتهم على التعامل مع حالات السكري في المدرسة. وهذا يعني أن معظم المدارس لا تأخذ بعين الاعتبار مرض السكري مشكلة حقيقية كما أن الجانب الأكثر إثارة للدهشة من هذه البيانات هو أن هناك أكثر من 350 طفلاً مصاباً بالسكري في هذه المحافظة !.

واضاف الزهراني: لا شك أن التعليم اليوم يسعى ليحقق الجودة والتميز بعدة برامج بشأنها ترفع مستوى التحصيل بين المتعلمين، ولذا فإنه لا يخفى عليها أن هناك علاقة وثيقة بين انخفاض التحصيل واضطراب مستوى السكر لدى المتعلمين لما يصاحبه من أعراض بدورها تكون سبباً في تدني التحصيل كقلة التركيز والإعياء والتشتت والشعور بالجوع العطش الناتجة عن اضطراب مستوى السكر بالدم.

ووضع الزهراني الحلول المقترحة لتتغلب المدرسة على هذه المشكلة هي إنشاء برامج الرعاية الطبية المدرسية لذوي الأمراض المزمنة كالسكري فالطفل السكري بحاجة لشخص بالغ يقوم برعايته طبياً داخل المدرسة سواء بإجراء التحاليل المنتظمة له أو الحقن بجرعات الأنسولين طيلة اليوم الدراسي .

كاشف عن مثال في الولايات المتحدة يخصص ممرض يقوم بمساعدة الطلاب ذوي الأمراض المزمنة داخل المدرسة جنباً إلى جنب مع المعلمين ويكون مسؤولاً عن خططهم العلاجية حيث معظم الطلاب بحاجة لجرعة أو اثنتين يومياً خلال اليوم الدراسي، وهذا يعني أن على المدارس أن تجد المتخصصين للقيام بهذه المهمة سواء بتدريب أحد طاقمها أو التعاون مع الوحدات الصحية .

ونقل الزهراني تجربة ابنته بمدرسة كرانبروك أديوكيشن كامبس (Cranbrook Education Campus) البريطانية فعند علم المدرسة بأنها الطالبة السكرية الوحيدة بها سعت لتدريب مساعدة المعلمة من خلال فريق طبي مختص يتكون من ممرضة أطفال السكر بمركز السكري بالمدينة على التعامل مع الطفلة وإجراء التحاليل الدورية لها كل ساعتين وتكوين سجل طبي يومي يزود ولي الأمر بنسخة منه في نهاية اليوم الدراسي. كما تم حساب الكربوهيدرات لجميع الوجبات الغذائية بمطعم المدرسة من قبل اخصائية التغذية المشرفة على حالتها بالمستشفى بحيث تتمكن من تناول أي نوع من الغذاء أسوة بزميلاتها دون تمييز غذائها. وقد تم تجهيز غرفة خاصة لحفظ مستلزماتها الطبية وحفظ الخصوصية لها عند أخذ جرعات الدواء بالمدرسة مرتين باليوم الدراسي بعيداً عن أعين زميلاتها بالإضافة إلى وجود خط هاتف مباشر مع الممرضة المسؤولة عنها بالمستشفى العام بالمدينة والوالدين في حالة احتاجت المدرسة لطلب استشارة فورية أثناء اليوم الدراسي من أيهما. كما أن المدرسة أتاحت الفرصة للوالدين لمراقبة أداء المساعدة طيلة أسبوع كامل ليطمئن لتعاملهم معها وأنها تنال رعاية طبية لائقة وفقاً للخطة العلاجية المرسومة لها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org