آل الشيخ: اليمن مستهدف استهدافًا عريضًا جدًّا لنزع صفة السُّنة عنه

خلال لقائه علماء اليمن في الرياض
آل الشيخ: اليمن مستهدف استهدافًا عريضًا جدًّا لنزع صفة السُّنة عنه

جدَّد صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، التشديد على أن "اليمن مستهدف استهدافًا عريضًا جدًّا لنزع صفة السُّنة عنه، ولو كانت النتيجة بعد عشرين أو ثلاثين سنة؛ ولذلك فالواجب علينا حماية أهلنا وأسرنا، وحماية الناس في اليمن من أن يسلبوا هذه النعمة الكبيرة، نعمة الإسلام والسنة؛ فهي نعمة كبيرة، عاشوا فيها متآخين بين جميع مذاهبهم، ثم فجأة يراد أن ينزع ذلك منهم، وأن يذهبوا إلى المجهول، وهذا لا بد فيه من الجهاد بالقرآن والسنة والكلمة، الجهاد بالعلم والتواصي.. وهذا من أهم الأسباب التي جعلتني أجتمع مع إخواننا العلماء في اليمن على اختلاف مشاربهم. وهذا الاجتماع هو زينة الاجتماعات؛ لما يحمله من كثير من الدلالات في هيئة علماء اليمن، والإيحاءات الطيبة حول رسالة العلم والعلماء، ولاسيما في هذه الظروف العصيبة".

جاء ذلك خلال استقباله أمس وفدًا من هيئة علماء اليمن في مكتبه بالوزارة أمس.

وفي بداية اللقاء عبَّر آل الشيخ عن سعادته وترحيبه بأصحاب الفضيلة رئيس وممثلي هيئة علماء اليمن، وقال: "إن هذا اللقاء يأتي بعد اللقاءات العامة السابقة ضمن برنامج التواصل مع علماء اليمن. وهذا اللقاء له أهميته؛ لكونه مع هيئة علماء اليمن؛ لما تمثله من خصوصية في جمع كلمة العلماء، وتمثيلهم في الجمهورية اليمنية الشقيقة. واليوم الرسالة هي رسالة العلماء في كل مكان في العالم، وهم الذين يجب أن يقوموا بدورهم متخلين عن كل شيء سوى مقتضى العلم الذي ورثوه من نبينا محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ؛ فهذه المهمة مهمة عظيمة للمشايخ؛ لأنهم حملة الرسالة بعد نبينا محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ. وكل واحد منا مسؤول حسبما قدر له من حمل هذه الرسالة، عسى أن نكون ــ بإذن الله ــ ممن ورث الكتاب، فصنعوا حسنًا، وأسعدوا نبيهم محمدًا ــ صلى الله عليه وسلم ــ".

وأضاف: "هذا اللقاء اليوم يؤكد ما قام به برنامج التواصل مع علماء اليمن من التواصل مع العلماء بجميع مكوناتهم، وبجميع أطيافهم، وبجميع اهتماماتهم، وتنوعهم. وكانت اللقاءات العامة التي تعرفونها -والحمد لله- قد استفدنا منها شيئًا كثيرًا، والآن نقوم في الوزارة بلقاءات خاصة بكل مكون أو بكل مجموعة لها اهتمام خاص، ولها عناية ببعض الواجب. والواجب يسعنا جميعًا، ويسع غيرنا أيضًا. والأمة تحتاج، والأمور تحتاج، والناس يحتاجون، وأداء الرسالة الذي هو واجبنا يحتاج إلينا، ويحتاج إلى أكثر منا في أدائها؛ لأننا لو اجتمعنا لا نستطيع أن نقوم بكل الواجب في واقع الأمر".
 
واستطرد آل الشيخ: "إن إخوانكم في وزارة الشؤون الإسلامية بعامة، وفي برنامج التواصل مع علماء اليمن بخاصة، يبذلون جهدًا كبيرًا في عمل بعض ما يجب تجاه إخواننا في اليمن بعامة، والعلماء بخاصة". مشددًا على دور أهل العلم وأهل الرسالة وحملة المبادئ والعقيدة والحق في المحافظة على السنة وأهلها.

وأكد ضرورة أن يكون لدى العلماء خطة واضحة للعمل لتحقيق الرسالة التي يحملونها، ومنها حماية اليمن من التغيير من السُّنة إلى الحوثية والخرافة والبدعة، وهذا دوركم ومهمتكم. ونحن نشرف بالمساندة والإعانة في ذلك. وهذه عملية تحتاج منكم إلى مشاورة، ودراسة عميقة مجدية، ولا بد من إتاحة الفرصة لأفكار جديدة لمواجهة الانحرافات والضلالات الجديدة بوسائل جديدة، تناسب المرحلة.

وأشار في سياق كلمته إلى مسائل الخلط بين العلم والسياسة، والدور الرسالي للعلماء.. حدوده وأبعاده، وكيفية التحرك فيه، ومستقبله، وخطورة الدخول في الموضوعات السياسية للعلماء.. وأن الهدف لا بد أن يكون واضحًا ومحدودًا، مع وجود ضرورة لذلك الدخول؛ وإلا فإن الخسائر ستكون كبيرة جدًّا ماديًّا ومعنويًّا. وأعاد معاليه التشديد على دور العلماء في حماية اليمن في عقيدته، وقيمه، وأخلاقه المعهودة عنه عبر التاريخ.. مشددًا على دور العلماء من الداخل، وكيف يعيدون هذا البناء. مؤكدًا أننا جميعا في خندق واحد، وفي مهمة واحدة، مهمة الرسالة، وإلا فالحرب والسياسة لهما أهلهما، ولهما قادتهما الموثوق بهم - ولله الحمد - لكن مهمة الرسالة لا يجوز أن نتخلف عنها في مثل هذا المقام.. وأعظم الجهاد الجهاد بالقرآن كما قال تعالى: {ولا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا}.

وقال آل الشيخ في ختام كلمته: "أسأل الله ــ جل وعلا ــ أن يجعلكم مباركين، وأن ينفع بعلمكم وعملكم، وأن يقيكم شر الإعثار؛ إنه على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد".

وخلال اللقاء ألقى عدد من العلماء الحاضرين ضمن الوفد مجموعة من الكلمات، جددوا خلالها الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ لموقفه الحازم وقراره الصائب بتنفيذ عاصفة الحزم، التي وقفت سدًّا منيعًا تجاه مخططات الحوثيين وأعوانهم التي استهدفت استقرار اليمن وأمنه وأمانه. كما عبَّروا عن شكرهم لمعالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ على تواصله المستمر مع علماء اليمن من خلال هذه اللقاءات المتتابعة. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org